«حماس» من القاهرة: الحرب انتهت.. وملتزمون بخطة السلام
انفراجة فى ملف المصالحة الفلسطينية.. وتسليم غزة للجنة «التكنوقراط»
شهدت القاهرة أمس اجتماعات مكثفة لجميع الفصائل الفلسطينية، بحضور وفدى حركتى فتح وحماس لمناقشة العديد من القضايا وفى مقدمتها ترتيب الأوضاع فى قطاع غزة بعد وقف الحرب، أعقبها اجتماع آخر بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء حسن رشاد من أجل لم الشمل الفلسطينى عبر مصالحة وطنية تحفظ الحقوق الفلسطينية.
وأعلنت حركة حماس أنها تجدد التزامها الكامل بتفاصيل اتفاق الهدنة الذى تم التوصل إليه بجهود الوسطاء، مشيرة إلى أنها حريصة على إنجاح هذا الاتفاق وتنفيذه على أرض الواقع.
وأضاف المتحدث باسم الحركة بغزة حازم قاسم فى بيان، أن «حماس» حصلت على ضمانات واضحة من مصر وقطر وتركيا، إلى جانب تأكيدات مباشرة من الولايات المتحدة، بأن الحرب انتهت فعليًا وأن تنفيذ بنود الاتفاق يمثل نهاية كاملة لها.
تأتى تصريحات «حماس» فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر فلسطينية لـ«الوفد» رفضت الكشف عن هويتها، أن اجتماع الفصائل فى القاهرة مع الإرادة العربية الصلبة، يضع رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى فى الزاوية التى ظن أن طوفان السابع من أكتوبر 2023 سينقذه منها.
وقالت المصادر: «هناك أثمان كان العالم سيطلبها من نتنياهو لولا السابع من أكتوبر، هذه المشاريع التجارية ستمر الآن، لكن الفرق أنها لن تمر دون أن تدفع الحكومة الإسرائيلية أثمانًا باهظة». وأشادت بالدولة المصرية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى وجميع الأجهزة التى أجهضت المشروع الصهيونى الغربى لتهجير الشعب الفلسطينى من القطاع.
وأعلنت «حماس» أن المباحثات الفلسطينية الجارية فى القاهرة، تهدف لوضع خطوات عملية للمرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ فى 10 أكتوبر الجارى.
وأكد «قاسم» أن الحركة تجدد التزامها الكامل بتفاصيل اتفاق الهدنة الذى تم التوصل إليه بجهود الوسطاء، مشيرًا إلى أنها حريصة على إنجاح هذا الاتفاق وتنفيذه على أرض الواقع.
وطالب بالضغط على الاحتلال الصهيونى للوفاء بالتزاماته، وعلى رأسها وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ.
وحذر من استخدام حكومة الاحتلال للورقة الإنسانية لابتزاز المواقف السياسية، داعيًا إلى تحرك جاد لمنع تكرار سياسات التجويع التى مارسها الاحتلال خلال سنوات الحصار الطويلة.
وأضاف المتحدث باسم «حماس» أن الحركة حريصة على التوافق الوطنى الفلسطينى لحل جميع القضايا العالقة الخاصة بشكل الحكم فى غزة ما بعد الحرب مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية «أحد العناوين الفلسطينية التى لا يمكن تجاوزها».
وقال «قاسم»: «نحن مقبلون على حوار وطنى فلسطينى بقلوب مفتوحة وأيدٍ ممدودة لجميع القوى الفلسطينية» داعياً الأخيرة إلى الانحياز إلى حالة الإجماع الوطنى الموجودة فى غزة والمشاركة فى الحوار بروح مسئولة.
وأضاف أن «هذا وقت توافق وطنى وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة»، مشيرًا إلى أن المرحلة الراهنة خطيرة ليس على حركة حماس فقط، بل على الشعب الفلسطينى بأكمله فى غزة والضفة المحتلة ما يستوجب توحيد الجهود فى مواجهة التحديات.
وقال إن حماس نفذت المرحلة الأولى من الاتفاق عبر تسليم الأسرى الأحياء وبعض الجثامين، وتعمل حالياً على استكمال تسليم ما تبقى منها.
أما المرحلة الثانية من الاتفاق، فأوضح المتحدث باسم الحركة أنها تتطلب مزيدا من النقاش والتفاهم مع الوسطاء، لأنها تتضمن قضايا عامة وإشكاليات معقدة تحتاج إلى مقاربات دقيقة. وشدد على أن الهدف المركزى لحماس هو الوصول إلى وقف كامل ودائم للحرب فى قطاع غزة.
وشدد «قاسم» على أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من العمل الدبلوماسى والوطنى المشترك، مستندة إلى جهود الوسطاء وضماناتهم، لضمان تنفيذ الاتفاق وإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى بشكل شامل ودائم.
وأعلن المتحدث باسم حركة فتح جمال نزال أن الوفد الموجود بالقاهرة يمثل دولة فلسطين وليس حركة فتح، موضحًا أن وفد التواصل مع الفصائل الفلسطينية ومنها حماس له خصوصية بتركيبة أخرى.
وشدد «نزال» على حرص الحركة على الوحدة الفلسطينية، نافيا وجود خلافات داخلية على ذلك. وأشار إلى أن وفد الدولة الفلسطينية سيعود من القاهرة فى وقت لاحق ويعرض نتائج مباحثاته، وأن هناك دعما دوليا نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية.