حريق مدمر يلتهم حضانة أطفال في ولاية جورجيا والشرطة ترجح تعمد إشعاله
شهدت ولاية جورجيا الأمريكية حادثا مأساويا بعدما اندلعت النيران في إحدى الحضانات الجديدة قبل أيام قليلة من موعد افتتاحها الرسمي لتتحول إلى ركام في غضون ساعات قليلة وسط صدمة سكان المنطقة.
وأكدت السلطات الجورجية أن المؤشرات الأولية توحي بأن الحريق كان بفعل فاعل وليس عرضيا حيث أظهرت كاميرات المراقبة تفاصيل دقيقة للحظة اقتحام المبنى وإشعال النيران داخله في مشهد صادم أثار الرأي العام في الولاية بأكملها
كانت الحضانة التي تحمل اسم أكاديمية ستار كيدز للأطفال تستعد لاستقبال الأطفال بعد أشهر من التجهيزات إلا أن الحريق قضى على كل شيء داخلها بما في ذلك الأثاث والألعاب والمواد التعليمية التي كانت معدة لافتتاحها الرسمي خلال الأسبوع الجاري.
وأعلنت شرطة مقاطعة روكدايل أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن شخصا مجهولا اقتحم المبنى في ساعة متأخرة من الليل حاملا عبوة بنزين ثم بدأ في سكبها داخل أروقة الحضانة وغرفها قبل أن يشعل النار ويفر هاربا من المكان في ثوان معدودة
ورصدت كاميرات الأمن المثبتة داخل وخارج المبنى المشتبه به أثناء ارتكابه الجريمة بملابس يسهل التعرف عليها حيث كان يرتدي سترة سوداء كتب عليها عبارة Life of Sin - حياة الخطيئة - وبنطلونا فاتح اللون وحذاء رياضيا فاتحا أيضا كما بدا وجهه مغطى جزئيا لإخفاء ملامحه.
وأكدت السلطات أن مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في تعزيز فرضية أن الحادث مفتعل وأنها بدأت بالفعل في ملاحقة المشتبه به بناء على التفاصيل الظاهرة في التسجيلات
التحقيقات تكشف استهدافا متكررا للحضانة
اللافت أن مالكة الحضانة كييشا آرتشر كشفت في تصريحات إعلامية أن ما حدث ليس الحادث الأول الذي تتعرض له المؤسسة حيث سبق أن تم استهداف المبنى في شهر فبراير الماضي حينما اقتحم مجهول المكان قبل الافتتاح الأصلي وتسبب في إغراقه بالمياه مما أدى إلى تأجيل بدء التشغيل عدة أشهر.
وأكدت المالكة أن تلك الوقائع المتكررة تشير إلى أن هناك من يسعى لعرقلة افتتاح الحضانة لأسباب غير معروفة حتى الآن مضيفة أن الخسائر المادية هذه المرة جسيمة وأن الحريق أتى على كل شيء تقريبا داخل المبنى
وقد هرعت فرق الإطفاء التابعة لمقاطعة روكدايل إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ بعد منتصف الليل إلا أن ألسنة اللهب كانت قد امتدت إلى كامل أرجاء الحضانة مما جعل السيطرة على الحريق أمرا بالغ الصعوبة.
وبعد ساعات من العمل المتواصل تمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران تماما لكن المبنى كان قد دمر بالكامل وأصبح غير صالح للاستخدام مما اضطر السلطات إلى إغلاقه حتى إشعار آخر
وفي بيان رسمي قالت إدارة الإطفاء بالمقاطعة إن التحقيقات ما زالت جارية بالتنسيق مع شرطة الولاية لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد هوية الجاني الذي التقطته الكاميرات مؤكدة أن الحادث يندرج تحت بند الاشتباه في حريق متعمد وأن الأدلة الأولية تدعم هذا الاتجاه بشكل كبير
وأكدت المصادر أن السلطات جمعت عينات من موقع الحريق لتحليلها في المختبرات الجنائية فيما يجري أيضا فحص تسجيلات الكاميرات من المناطق المجاورة على أمل التوصل إلى خيط يقود إلى المشتبه به. ولم تسجل أي إصابات أو وفيات في الحادث نظرا لوقوعه ليلا قبل افتتاح الحضانة بيومين فقط