مصرع طيار أمريكي وإصابة آخر في تحطم مروحية عسكرية بكاليفورنيا

لقي طيار في سلاح مشاة البحرية الأمريكي مصرعه وأصيب زميله بجروح متفاوتة إثر تحطم مروحية هجومية من طراز AH-1Z فايبر أثناء تنفيذ مهمة تدريبية في منطقة صحراوية بجنوب ولاية كاليفورنيا.
ووفقا لما أعلنته قيادة مشاة البحرية الأمريكية فإن الحادث وقع في نحو الساعة السابعة وخمس دقائق مساء بالتوقيت المحلي خلال طلعة تدريبية روتينية ضمن برنامج خاص بتكتيكات الطيران القتالي.
وأوضحت القوات البحرية أن المروحية المنكوبة تابعة لسرب الهجوم الخفيف رقم 369 المعروف بلقب مقاتلي البندقية، وهو أحد الأسراب العاملة ضمن الجناح الثالث للطيران البحري المتمركز في قاعدة كامب بندلتون العسكرية بولاية كاليفورنيا.
وكانت المروحية تقل طيارين اثنين أحدهما الرائد تايلر براكوني البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاما والذي فارق الحياة في موقع الحادث، بينما نقل زميله إلى المستشفى في حالة مستقرة بعد تلقيه الإسعافات الأولية في مكان السقوط.
وقال المقدم كريستوفر هارت قائد السرب في بيان رسمي إن فقدان براكوني يمثل خسارة فادحة للوحدة وللسلاح بأكمله، مؤكدا أن الراحل كان من أكفأ الطيارين وأبرز القادة الذين خدموا بتفان وإخلاص في صفوف مشاة البحرية الأمريكية.
وأضاف أن زملاءه يكنون له احتراما كبيرا لما تميز به من شجاعة وانضباط وإصرار على أداء الواجب حتى اللحظة الأخيرة من حياته.

التحقيقات جارية لكشف أسباب التحطم
وأشار البيان إلى أن المروحية سقطت في منطقة نائية تعرف باسم إمبيريال جيبلز تبعد نحو ستة وثلاثين ميلا شمال مدينة يوما بولاية أريزونا وخمسة وأربعين ميلا شمال شرق مدينة إل سنترو بولاية كاليفورنيا.
وكانت الرحلة جزءا من دورة تدريبية متقدمة لتعليم تكتيكات الأسلحة والمناورات الجوية، وهي دورة تمتد لسبعة أسابيع ينظمها سلاح مشاة البحرية في قاعدة يوما الجوية وتعد من أصعب الدورات التدريبية التي يخضع لها طيارو المروحيات الهجومية في الولايات المتحدة.
ولم تعلن السلطات العسكرية بعد عن الأسباب التي أدت إلى التحطم، بينما بدأت فرق متخصصة في جمع الأدلة من موقع الحادث وتحليل بيانات الطيران وتسجيلات الاتصال لتحديد ما إذا كان الحادث ناجما عن خلل فني أو ظروف جوية أو خطأ بشري أثناء التدريب.
وبحسب المعلومات الرسمية، فقد التحق الرائد براكوني بسلاح مشاة البحرية الأمريكية في مايو عام 2012 بعد تخرجه في الأكاديمية العسكرية، وتدرج في المناصب حتى تمت ترقيته إلى رتبة رائد في يونيو عام 2022.
وخلال مسيرته العسكرية حصل على عدد من الأوسمة تقديرا لخدمته المتميزة، من بينها ميدالية الخدمة الوطنية وميدالية الحرب على الإرهاب وميدالية الثناء من البحرية وميدالية الخدمة البحرية مع أربع نجوم برونزية تقديرا لمشاركاته في مهمات خارجية.
وقبل انضمامه إلى السرب الحالي خدم براكوني في وحدة الهجوم الخفيف رقم 267 كما شارك في برنامج تبادل الطيارين مع الجيش الأسترالي، حيث مثل الولايات المتحدة في مهام تدريبية مشتركة ساهمت في تطوير خبراته الميدانية.
وأعربت قيادة الجناح الثالث للطيران البحري عن تعازيها العميقة لعائلة الرائد الراحل، مؤكدة أن القوات المسلحة الأمريكية ستظل تكرم ذكراه وتخلد اسمه ضمن قائمة الطيارين الذين ضحوا بحياتهم أثناء أداء الواجب.
كما أشادت القيادة بمهنية الفريق الطبي وفرق الإنقاذ التي تمكنت من الوصول إلى موقع التحطم بسرعة رغم صعوبة التضاريس وقسوة الظروف الجوية في تلك المنطقة الصحراوية.
وحتى الآن تواصل الجهات المختصة مراجعة جميع بيانات الرحلة وأجهزة التسجيل الخاصة بالمروحية تمهيدا لإصدار تقرير رسمي يوضح الملابسات الكاملة للحادث خلال الأسابيع المقبلة.