وفاة مساعدة نائب أمريكي تشعل الجدل في واشنطن بعد اتهامات بعلاقة محرمة

في واقعة مأساوية هزت الأوساط السياسية الأمريكية، توفيت ريجينا سانتوس أفيلس، وهي مساعدة في مكتب عضو الكونغرس الأمريكي توني غونزاليس، بعد أن أقدمت على إشعال النار في نفسها داخل منزلها بمدينة أوفالد بولاية تكساس.
الحادث الذي وقع منتصف سبتمبر الماضي تحول إلى قضية رأي عام بعد أن ربطت تقارير صحفية بين انتحارها وبين مزاعم عن علاقة غير مشروعة جمعتها برئيسها المباشر، النائب الجمهوري المتزوج وأب لستة أطفال.
نورا غونزاليس، والدة الراحلة، خرجت لتكذب كل ما نشر عن وجود علاقة عاطفية بين ابنتها والنائب، مؤكدة أن ما تم تداوله لا يمت للحقيقة بصلة.
وقالت في تصريحات لصحيفة أمريكية إن ابنتها كانت تمر بمرحلة ضغوط شخصية، لكنها لم تكن أبدا على علاقة بأي شكل مع النائب غونزاليس، ووصفت تلك المزاعم بأنها “افتراءات قاسية تهدف لتشويه سمعة ابنتها بعد وفاتها”.
التحقيقات الأولية للشرطة أشارت إلى أن ريجينا، البالغة من العمر خمسة وثلاثين عاما، سكبت على نفسها كمية من الوقود وأشعلت النار في فناء منزلها الخلفي.
كاميرات المراقبة أظهرت أنها كانت وحدها وقت الحادث، فيما هرعت والدتها بعد سماع الصراخ لتجدها مصابة بحروق بالغة وهي تطلب الماء قبل أن تنقلها سيارات الإسعاف إلى المستشفى حيث فارقت الحياة متأثرة بإصابتها.
السلطات لم تصدر حتى الآن تقريرا نهائيا حول أسباب الحادث، بينما التزمت عائلة زوجها السابق الصمت الكامل، تقارير إعلامية ذكرت أن ريجينا كانت قد انفصلت عن زوجها منذ أشهر قليلة، وأن خلافات عائلية كانت قائمة بينهما حول حضانة ابنهما البالغ من العمر ثمانية أعوام، وهو ما أكدته والدتها التي أشارت إلى أن ابنتها كانت متوترة بسبب سفر الطفل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع والده.

الشكوك تطارد النائب غونزاليس وسط صمته الرسمي
ورغم أن النائب توني غونزاليس لم يصدر تصريحا مباشرا حول ما أثير بشأن علاقته بمساعدته الراحلة، فإن مكتبه الإعلامي اكتفى ببيان مقتضب وصف فيه ريجينا بأنها “امرأة طيبة القلب كرست حياتها لخدمة مجتمعها”، معتبرا أن محاولات بعض الأطراف السياسية لتفسير الحادث بصورة مغرضة “سلوك وضيع يستغل مأساة إنسانية لأغراض سياسية”.
غير أن الامتناع عن نفي تلك المزاعم بشكل صريح فتح الباب أمام موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية في واشنطن، خاصة أن الصحافة البريطانية نقلت عن مصادر لم تسمها أن النائب والراحلة كانا على تواصل مستمر، وأنها رافقته في أكثر من مناسبة رسمية، من بينها زيارة حدودية مع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك العام الماضي.
من جانبها قالت والدة ريجينا إنها لا تتذكر رؤية النائب غونزاليس في جنازة ابنتها، لكنها أوضحت أنها كانت في حالة نفسية صعبة وربما لم تنتبه لحضوره إن وجد.
وأضافت أن الأسرة تعيش صدمة كبيرة بسبب الطريقة المأساوية التي انتهت بها حياة ابنتها، مؤكدة أن هدفها الآن هو الدفاع عن سمعتها أمام ما وصفته ب“حملة تشويه غير إنسانية”.
يذكر أن النائب توني غونزاليس يمثل الدائرة الثالثة والعشرين في ولاية تكساس، وهي منطقة تمتد بين مدن سان أنطونيو وأوفالد وإل باسو، وتشهد نشاطا سياسيا مكثفا لقربها من الحدود مع المكسيك.
الحادث المأساوي ألقى بظلاله على مسيرته السياسية، حيث يواجه ضغوطا متزايدة من خصومه داخل الحزب وخارجه للمطالبة بتوضيح رسمي يضع حدا للشائعات التي تحيط بوفاة مساعدته.
ورغم كل ما أثير، فإن الغموض لا يزال يكتنف دوافع ريجينا سانتوس أفيلس لإنهاء حياتها بهذه الطريقة الصادمة، وبينما تطالب عائلتها بوقف نشر الأكاذيب احتراما لذكراها، يصر بعض المراقبين على أن صمت النائب ربما يحمل بين طياته ما لم يكشف بعد.
لكن الحقيقة المؤكدة حتى الآن أن واشنطن لم تهدأ منذ الحادث، وأن مأساة المساعدة الشابة تحولت إلى قضية سياسية وإعلامية كبيرة ستبقى لفترة طويلة محور حديث الرأي العام الأمريكي.
