رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

روبن كوايسون يعلن إسلامه بعد تجربته مع الاتفاق السعودي

بوابة الوفد الإلكترونية

 أعلن السويدي روبن كوايسون، نجم فريق الاتفاق السعودي السابق، اعتناقه الإسلام رسميًا، وذلك عبر حسابه الشخصي في تطبيق «سناب شات». وقد أثار الخبر تفاعلًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية داخل السعودية وخارجها، حيث اعتبره كثيرون تتويجًا لتجربة احترافية وإنسانية مميزة عاشها اللاعب خلال وجوده في المملكة منذ عام 2021 وحتى رحيله عن النادي.


 

تجربة سعودية غيّرت مسار حياته

 

انضم كوايسون إلى نادي الاتفاق السعودي قادمًا من نادي ماينز الألماني، في صفقة وُصفت حينها بأنها من أبرز تعاقدات النادي على المستوى الفني، لما يملكه اللاعب من قدرات هجومية عالية وخبرة أوروبية كبيرة. وخلال مواسمه في الدوري السعودي، قدّم كوايسون مستويات مميزة جعلته أحد أبرز المحترفين في صفوف الاتفاق، حيث عرفه الجمهور كلاعب متكامل يجمع بين المهارة والالتزام والانضباط.


 

لكنّ ما ميّز تجربته في السعودية لم يكن الجانب الرياضي فحسب، بل الجانب الإنساني والاجتماعي الذي ترك أثرًا عميقًا في نفسه. فقد عاش اللاعب تجربة ثقافية وروحية ثرية جعلته يقترب من المجتمع السعودي بشكل خاص، ومن القيم الإسلامية بوجه عام. وأوضح المقربون منه أنه كان دائم الإعجاب بعادات السعوديين وتقاليدهم، وأنه كان يتحدث بإعجاب عن كرم الضيافة وروح الأسرة والترابط الاجتماعي التي لمسها في حياته اليومية داخل الدمام.

 

من الملاعب إلى مكة.. لحظة التحوّل الكبرى
 

بحسب ما نشره اللاعب عبر حسابه، فإن لحظة إعلان إسلامه جاءت بعد أدائه مناسك العمرة في مكة المكرمة، وهي التجربة التي وصفها مقربون منه بأنها غيّرت نظرته للحياة بالكامل. وقد كتب كوايسون عبر «سناب شات» كلمات تعبّر عن سعادته الداخلية وامتنانه لكل من كان سببًا في اقترابه من الإسلام، دون أن يذكر تفاصيل إضافية.


 

وأكدت مصادر مقربة من اللاعب أن قرار اعتناقه الإسلام لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكم تجربة إنسانية ومعايشة يومية للقيم الإسلامية التي وجدها متجسدة في تعامل الناس من حوله، سواء داخل النادي أو خارجه. وكان كوايسون يحرص خلال فترته في الاتفاق على احترام خصوصيات زملائه المسلمين في أوقات الصلاة والصيام، بل وكان يشاركهم بعض الطقوس الرمزية مثل الإفطار الجماعي في شهر رمضان.


 

جذور إفريقية وروابط إنسانية

 

ينحدر كوايسون من خلفية ثقافية متعددة، فهو مولود في العاصمة السويدية ستوكهولم لأبٍ غاني وأمٍ سويدية، ما جعله يعيش منذ طفولته في بيئة منفتحة على الثقافات المختلفة. وقد ساهمت جذوره الغانية في إلمامه المبكر ببعض القيم والمفاهيم الإسلامية، خصوصًا أن الإسلام ينتشر بشكل واسع في غانا.


 

كما كانت علاقته الوثيقة بعدد من اللاعبين المسلمين أحد العوامل المؤثرة في رحلته نحو الإسلام، إذ كوّن صداقات متينة مع لاعبين من أصول إفريقية وعربية خلال مسيرته الكروية، مثل التونسي نعيم سليتي، والألماني أمين يونس، والفرنسي يوسف نياكاتي. وكان هؤلاء اللاعبون، إلى جانب آخرين، قد لعبوا دورًا في تقريب الصورة الحقيقية للدين الإسلامي إليه، بعيدًا عن الصورة النمطية التي قد تُرسم في بعض وسائل الإعلام الغربية.


 

شهادة من المدرب خالد العطوي

 

وفي تعليق خاص، عبّر المدرب السعودي خالد العطوي، الذي أشرف على كوايسون خلال فترة من احترافه مع الاتفاق، عن سعادته الغامرة بإسلام اللاعب، مشيرًا إلى أن الخبر لم يكن مفاجئًا بالنسبة له. وقال العطوي في تصريحات صحفية:


 

“بوادر إسلام كوايسون كانت واضحة منذ البداية، فقد لمسنا منه تصرفات وأخلاقيات تعكس روحًا إنسانية راقية، مثل تكفله بشراء سلال غذائية وتوزيعها على المحتاجين داخل النادي، إضافة إلى تقديمه مساعدات مالية من مكافآته للعاملين البسطاء، تقديرًا لجهودهم وشعوره بروح الألفة والمساعدة.”


 

وأضاف العطوي أن اللاعب كان كثير الحديث معه حول الإسلام، وأنه كان يُظهر إعجابًا واضحًا بطريقة تعامل السعوديين اليومية، وبالقيم الاجتماعية التي تجمع بين الدين والإنسانية، مثل الاحترام المتبادل والتكافل والتواضع. كما أشار إلى أن اللاعب كان يتحدث بإعجاب عن روح الأسرة السعودية، واحتفال المجتمع بالمناسبات الدينية مثل الجمعة ورمضان وعيدي الفطر والأضحى، وهي الأجواء التي جعلته يشعر بالقرب من الإسلام أكثر من أي وقت مضى.

 

تفاعل واسع في الأوساط الرياضية

 

لاقى إعلان كوايسون إسلامه تفاعلًا كبيرًا من الجماهير السعودية والعربية، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بعبارات الترحيب والدعاء له بالثبات والتوفيق. وأشاد مشجعو نادي الاتفاق بموقف اللاعب الإنساني وذكروه بمودة كبيرة، مؤكدين أنه كان مثالًا للاحتراف الحقيقي داخل وخارج الملعب.

 

كما تناقلت وسائل إعلام سويدية وأوروبية الخبر على نطاق واسع، مشيرة إلى أن كوايسون لم يكن أول لاعب أوروبي يعلن إسلامه بعد تجربة احترافية في العالم العربي، لكنه يُعد من أبرز الحالات الحديثة التي جسّدت تأثير الثقافة الإسلامية في نفوس اللاعبين الأجانب من خلال المعايشة المباشرة.