إنجاز المغرب يفضح دولة الجبلاية
الكرة المصرية في غرفة الإنعاش .. وسوء التخطيط والمجاملات عرض مستمر

في مشهد يتكرر مع كل إخفاق رياضي، يجد اتحاد الكرة الكائن في شارع الجبلاية نفسه في مواجهة عاصفة من الغضب في الشارع الكروي.
ودع المنتخب مبكراً منافسات كأس العالم للشباب في تشيلي من الدور الأول بينما ذهب المنتخب المغربي بعيداً وتوج بالمونديال في إنجاز جديد للكرة المغربية التي فرضت نفسها كقوة صاعدة في القارة الإفريقية والعالم بعد نجاح الأندية المغربية في السيطرة على البطولات القارية.
التفوق المغربي لم يأتِ صدفة بل هو نتاج مشروع وطني شامل قاده الاتحاد المغربي برئاسة فوزي لقجع هذا التفوق اللافت فتح باب المقارنة مع الكرة المصرية التي كانت لعقود طويلة زعيمة القارة السمراء من حيث البطولات والإنجازات إلى أن تعاقب على الاتحاد مجالس إدارات تدرير المشهد بمبدأ الشللية والمحسوبيه علاوة على سوء التخطيط وغياب الرؤية والاستراتيجية للنهوض باللعبه.
إعداد باهت للفراعنة
خروج الفراعنة مبكراً لم يكن مفاجأة للمتابعين بعد أداء باهت تقف ورائه عدة عوامل أولها قرار اتحاد الكرة بإقالة البرازيلي روجيرو ميكالي الذي قاد المنتخب الأولمبي للمركز الرابع في أولمبياد باريس 2024 وتعيين أسامة نبيه الذي لا يملك أي خبرات على مستوى قطاع الناشئين بخلاف أنه تولى المهمة قبل بطولة أفريقيا بثلاثة اشهر فقط.
ولم يوفر اتحاد الكرة برئاسة هاني أبوريدة الإعداد المناسب للمنتخب ولم يواجه أي منتخبات قوية سوى المغرب فقط بينما واجه منتخب نيو كالودينا المغمور في تشيلي بخلاف أن المنتخب لا يضم في الأساس عناصر أساسية في أنديتها وهناك نقص عددي واضح في عدة مراكز لم يتعامل معها الجهاز الفني بالشكل المطلوب.
وفجرت تصريحات أسامة نبيه المدير الفني لمنتخب الشباب حالة من الغضب الشديد في الأوساط الكروية بعدما رفض الاعتذار بعد أداء الفراعنة في المونديال بل ووصف ما حدث بأنه سوء توفيق وليس إخفاق كما يردد البعض.
ودافع نبيه عن اختياراته ولكنه تورط في انتقاد بعض اللاعبين مثل عمر خضر الذي انشغل بظروفه التعاقدية واحتمالية انتقاله للدوري السعودي بخلاف انتقاد بعض اللاعبين بداعي ضعف مردودهم مع أنديتهم وعدم استدعائهم للمنتخب في بطولة كأس العالم.
صمت الجبلاية
لكن الأزمة الحقيقية تكمن في أن الجبلاية، بدلاً من الاعتراف بالإخفاق الهيكلي والفني الذي أدى إلى هذا الخروج المخيب للفراعنة بعد الخروج اكتفى أبوريدة ومجلسه بتصريحات تبريرية وإلقاء اللوم على سوء الحظ دون الاعتراف بوجود أزمة هيكلية في إدارة المنتخبات
ولم يعلن الاتحاد عن الأسباب الفنية الحقيقية للاخفاق ولم يكلف لأعضاء الجبلاية أنفسهم بتشكيل لجنة تقييم مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن الإخفاق ما أثار غضب الجماهير التي طالبت بإصلاح شامل لمنظومة الكرة المصرية.
ليؤكد اليبراء أن المشكلة ليست في الجهاز الفني بل في المنظومة التي تدير المنتخبات بعقلية تقليدية لا تواكب تطور كرة القدم الحديثة.
سر تفوق المغاربة
تعيش كرة القدم المغربية حالة من التوهج والانتعاش بعد الثورة الرياضية خلال السنوات الخمس الأخيرة، وإرساء مبادئ العدل والبعد عن المحسوبية والمجاملات.
استطاعت المغرب بفضل هذه الرؤية أن تصل بالمنتخب المغربي الأول لكرة القدم بأن يصبح أول منتخب عربي وإفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم 2022 ويحصل على المركز الرابع في البطولة.
وعلى صعيد البنية التحتية، استطاعت المغرب الحصول على شرف استضافة كأس العالم 2030، بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال، بعدما قدموا ملفًا مشتركًا، لتصبح ثاني بلد عربي وإفريقي بعد قطر وجنوب إفريقيا، يتشرف بإستضافة أكبر وأقوى مسابقة على مر تاريخ كرة القدم.
وتمتلك المغرب العديد من المواهب الشابة والتي يأتي على رأسها اللاعب آدم قاروال والذي يعتبره العديد من كشافة أندية أوروبا الكبرى بأنه لامين يامال الثاني، لما يمتلك من قدرات فنية عالية تُشبه مواطنه الذي فّضل اللعب لإسبانيا على تمثيل المغرب.
وتتسابق الأندية الأوروبية الكبرى على خطف العديد من مواهب المنتخب المغربي للشباب، بعد المستويات الكبيرة التي قدموها، حيث لمع المهاجم ياسر الزابيري، لاعب فاماليكاو البرتغالي، كأحد نجوم البطولة بفضل أهدافه الحاسمة، خصوصًا هدف الفوز أمام كوريا الجنوبية في دور الـ16 وهو الثالث له في أربع مباريات، مما جعله هدفًا قويًا لأندية فرنسا وإسبانيا وألمانيا.
وعلى الصعيد الدفاعي فقد تألق علي معمر ظهير أندرلخت البلجيكي، بأدائه القوي هجوميًا ودفاعيًا وفي حراسة المرمى أثبت يانيس بن شاوش، أنه من بين أبرز الحراس الصاعدين في البطولة وبالنسبة لخط الوسط فقد خطف جسيم ياسين الأضواء بأدائه الفني الراقي ورؤيته المميزة للعب وفي الهجوم واصل عثمان معما التألق بسرعته ومراوغاته وتوازنه، مشكلًا خطرًا دائمًا على دفاعات المنافسين.
كل هذه المواهب تخرجت من أكاديمية الملك محمد السادس لاكتشاف المواهب وتنشئتها بشكل رائع وهو ما ساهم في انتشارها على مستوى العالم.