أزمات الإسماعيلي الإدارية تضاعف معاناة الدراويش في الدوري

تزداد معاناة النادي الإسماعيلي يوماً بعد يوم، بعدما تداخلت أزماته الإدارية والمالية مع نتائجه المتراجعة في الدوري الممتاز، لتضع الفريق العريق في وضع هو الأصعب منذ سنوات طويلة. فبعد قرار وزارة الشباب والرياضة بإيقاف مجلس إدارة النادي وإحالته إلى النيابة العامة للتحقيق في مخالفات مالية وإدارية، وجد الفريق نفسه في قلب دوامة جديدة تهدد استقراره الفني وتضع مستقبله الكروي على المحك.
يدخل الإسماعيلي هذه المرحلة الحساسة وهو يحتل المركز الأخير في جدول ترتيب الدوري برصيد 4 نقاط فقط من أصل 10 مباريات، وهي بداية تُعد من الأسوأ في تاريخ النادي الذي اعتاد المنافسة على المراكز الأولى في مواسمه الذهبية.
الأزمة الإدارية التي تفجّرت مؤخرًا جاءت لتضاعف حالة الارتباك داخل الفريق، خصوصًا مع غياب الاستقرار على مستوى إدارة شؤون النادي وتأخر صرف المستحقات لبعض اللاعبين، ما انعكس بشكل واضح على الأداء داخل المستطيل الأخضر.
ويعتبر قرار وزارة الشباب والرياضة بإحالة مجلس الإدارة السابق للنيابة العامة خطوة ضرورية على المدى الطويل، لكنها جاءت في توقيت حساس بالنسبة للفريق الكروي الذي كان بأمس الحاجة إلى هدوء إداري ومعنوي قبل استئناف مبارياته في الدوري. فمع تعيين لجنة مؤقتة لتسيير الأعمال من مديرية الشباب والرياضة بالاسماعيلية ، بدأت المخاوف من تأثير هذا التغيير المفاجئ على الجهاز الفني واللاعبين، في وقت يحتاج فيه النادي إلى كل ذرة استقرار ممكنة.
وفي المقابل، يحاول الجهاز الفني احتواء الأزمة قدر المستطاع، عبر رفع الحالة المعنوية للاعبين وحثهم على التركيز داخل الملعب بعيدًا عن الأحداث الإدارية الجارية. وأكد أحد أفراد الطاقم الفني، في تصريحات صحفية، أن الفريق سيواصل القتال في الدوري، مضيفًا: "نعلم أن الوضع صعب، لكن الإسماعيلي يملك تاريخًا من الصمود في وجه الأزمات. لن نستسلم وسنقاتل من أجل الجماهير".
أما على صعيد العقوبات الدولية، فما زال النادي يعاني من قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحرمانه من قيد لاعبين جدد بسبب الديون والغرامات المستحقة لعدد من المحترفين السابقين. هذه العقوبة زادت من صعوبة الموقف الفني، إذ لم يتمكن الفريق من تدعيم صفوفه في الانتقالات الصيفية الماضية، ما جعل الجهاز الفني يعتمد على مجموعة محدودة من اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة، في محاولة لتقليل الفجوة مع المنافسين.
ويخشى أنصار الدراويش أن يؤدي تداخل الأزمات إلى تكرار سيناريو الهبوط الذي ظل يطارد النادي خلال المواسم الأخيرة. فالفريق، الذي كان يوماً منافساً شرساً للأهلي والزمالك على البطولات المحلية والقارية، بات يصارع من أجل البقاء في الدوري الممتاز.
ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً لدى محبي النادي في أن تتمكن اللجنة المؤقتة من استعادة التوازن سريعاً، عبر ضخ دعم مالي طارئ، وتسوية الملفات العالقة مع "فيفا"، حتى يتمكن الإسماعيلي من استعادة مكانته الطبيعية بين الكبار.