حبس عصابة انتحلت صفة رجال شرطة بعد سحل مقاول وسرقة 150 ألف جنيه

أمرت النيابة العامة بمدينة أكتوبر بحبس تشكيل عصابي مكون من سبعة أشخاص انتحلوا صفة رجال شرطة لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعدما تبين تورطهم في واقعة سحل مقاول وسرقته بالإكراه في منطقة حدائق أكتوبر، والاستيلاء منه على مبلغ مالي ضخم يقدر بنحو مئة وخمسين ألف جنيه.

كما وجهت النيابة بسرعة تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة لكشف حجم نشاط العصابة وتحديد ما إذا كانت ارتكبت وقائع مشابهة ضد ضحايا آخرين، خاصة بعد العثور بحوزتهم على تماثيل أثرية مزيفة كانوا يستخدمونها للإيقاع بضحاياهم وإقناعهم بصفقات بيع آثار وهمية.

بدأت تفاصيل الواقعة عندما تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغا من أحد المقاولين يفيد بتعرضه لاعتداء عنيف وسرقة أمواله على يد مجموعة من الأشخاص ادعوا أنهم ضباط شرطة.

أوضح المجني عليه أنه فوجئ بعدد من الرجال يستوقفونه في منطقة المنيرة الغربية ويطلبون منه الصعود معهم داخل سيارة ميكروباص بحجة التحقيق معه في بعض الأوراق المالية التي كانت بحوزته، لكنه ما إن صعد حتى انهالوا عليه بالضرب المبرح وسلبوه حقيبته التي كانت تحتوي على المبلغ المالي المذكور قبل أن يلقوه في منطقة نائية بمدينة حدائق أكتوبر ويفروا هاربين.

على الفور كلف اللواء علاء فتحي مدير الإدارة العامة للمباحث بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وضبط الجناة. تولى اللواء محمد أمين مدير المباحث الجنائية الإشراف على التحقيقات، وبدأت فرق البحث في جمع المعلومات ومراجعة كاميرات المراقبة على طول الطريق الذي سلكه المتهمون والمجني عليه.

خطة محكمة لكشف لغز العصابة

توصلت التحريات التي أشرف عليها العقيد إكرامي البطران مفتش مباحث حدائق أكتوبر إلى أن الجناة شكلوا عصابة منظمة يتزعمها شخص يوهم ضحاياه بإمكانية تبديل العملات المحلية إلى دولارات بأسعار منخفضة، كما يستغل بعضهم ولع المواطنين بشراء القطع الأثرية، فيعرضون عليهم تماثيل مزيفة على أنها حقيقية مقابل مبالغ كبيرة.

وبمجرد الاتفاق على الصفقة، يظهر باقي أفراد العصابة متنكرين في زي مدني ويدعون أنهم رجال شرطة لضبط الصفقة المزعومة، ثم يستولون على الأموال ويلوذون بالفرار بعد الاعتداء على الضحية لإرهابه ومنعه من الإبلاغ.

أشارت التحقيقات إلى أن العصابة استدرجت المقاول بعد إقناعه بتبديل مبلغ من الجنيهات إلى دولارات بحجة مساعدته في شراء شقة جديدة، وبمجرد وصوله لمكان اللقاء المحدد فوجئ بسيارة ميكروباص يستقلها المتهمون الذين اقتادوه بالقوة وتعدوا عليه بالضرب وسرقوا أمواله بالكامل.

وبعد تحريات مكثفة نجح المقدم مصطفى عرفة رئيس مباحث حدائق أكتوبر في تحديد أماكن اختباء المتهمين، حيث تم إعداد مأمورية أمنية تمكنت من ضبطهم واحدا تلو الآخر.

وعثر بحوزتهم أثناء المداهمة على أربعة تماثيل أثرية مقلدة وأوراق مالية مزيفة، بالإضافة إلى أدوات كانوا يستخدمونها في تنفيذ جرائمهم لخداع الضحايا.

وخلال التحقيقات الأولية أمام النيابة اعترف المتهمون بارتكاب الواقعة كاملة، وأقروا بتوزيع الأدوار فيما بينهم بين من يتولى استدراج الضحايا ومن يدعي كونه ضابطا، ومن يتولى عملية الاعتداء وسرقة الأموال، كما أقروا بأنهم استخدموا القطع الأثرية المزيفة كوسيلة للإيقاع بالضحايا وتحقيق مكاسب مالية سريعة من عمليات نصب متكررة.

تحرر عن الواقعة محضر تفصيلي تضمن اعترافات المتهمين وما أسفرت عنه التحريات، وقررت النيابة حبسهم على ذمة التحقيق مع عرض المضبوطات على الجهات المختصة لفحصها والتأكد من زيفها، كما أمرت باستكمال التحريات حول أنشطتهم السابقة للتأكد مما إذا كانوا ارتكبوا جرائم مماثلة في مناطق أخرى بمحافظة الجيزة.

وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة في القضية لكشف جميع خيوط التشكيل العصابي الذي استغل ثقة المواطنين وانتحل صفة رجال الشرطة للنصب والسرقة، مؤكدة أن القانون سيأخذ مجراه الكامل ضد كل من يعبث بأمن المواطنين أو يحاول تشويه صورة رجال الأمن الحقيقيين.