رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الجمل والهودج بمواكب الأولياء.. محاولة لتفكيك الرموز

الجمل والهودج
الجمل والهودج

فى المواكب المُسيرة لموالد الأولياء في الشوارع والأزقة، في القري والمدن، ومع هذه الإيقاعات الصوتية التي تصاحب هذه المواكب كالأناشيد وآلات الإيقاع، والأعلام والأثواب الخضراء التي يرتديها المريدين، ومظاهر أخري كثيرة تختلف من منطقة إلى أخري ومن وليّ إلى آخر، يلفت الجمل الأعين .. يسير بهدوء ووقار كعادته وكأنه يفضل التنحي عن دور البطولة في الموكب رغم أنه محور الارتكاز.

 

تذهب الأعين من فرط زخم المشاهد المتتابعة في هذه المواكب إلى مناظر أخري أكثر صخبًا من مشهد الجمل وهو يسير بهدوء وثبات المُعتاد إيماءاته ورموزه الحاضرة فى ذلك الاحتفال. 

 

ومن أهم المشاهد التي تلتقطها الأعين المُطلعة على مواكب الأولياء في الشوارع، الهودج وهو محمل يوضع أعلي ظهر الجمل ويرمز إلى الولي؛ الذي يتم الاحتفاء به خلال الموكب الذي يُعرف باسم الدوره  ويتخذ ذلك المحمل هيئة أسدً رابض برأس إنسان عُممت رأسه بعمة خضراء زاهية اللون محلاة بأشرطة من القماش الأبيض والأحمر.

 

معاينة الجمل وهودجه المرتكز على أعلي ظهره من الأرض مغايرة عن معاينته من زاوية رؤية علوية؛ ففوق ظهر الجمل يرتكز صندوق خشبي مغطي بقماش من اللون الأخضر الزاهي/ الهودج، واللون الأخضر هو المستخدم في كل الأضرحة تقريبًا وبل ويرتديه المريدين بأشكال مختلفة كجلباب أو عمامة للرجال أو كعباءة أو غطاء للرأس للمريديات، يُثبت هذا الهيكل الخشبي فوق ظهر الجمل ويختلف عن الهودج العادي؛ وهو المحمل ذو القبة، ليأخذ شكلًا مغايرًا .

 

مع تعاظم حجم العمّة الملفوفة بعناية بالغة في نهاية الهيكل الخشبي، يصغر حجم رأس الجمل وتطغي عليها في الرؤية رأسًا رمزيةً وكأنه رجلًا معمم يُرابط على ظهر الجمل الذي يمشي على الأرض بخطي ثقيلة وبوتيرة واحدة وببطء. 

 

الخيول تفسح الطريق للجمل حامل هودج الولي: 

 

ارتبطت مواكب أولياء الله الصالحين باستخدام الجمال كمكون رئيسي في المسيرات السنوية للاحتفاء بذكري أصحاب الأضرحة، مع وجود استثناءات كاستخدام القوارب الخشبية في مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري بديلًا عن الجمل، وهذا الأمر أدي إلى تفسيرات تحتاج إلى مراجعات بشأن تشابه هذا الموكب مع احتفالات عيد الأوبت المصرية القديمة. 

 

وتكون الخيول شريك ثانوي ومهم في الوقت ذاته في الموكب، وإن كانت لها أدوارًا مختلفة .. يمتطي الأحصنة في هذه المواكب الشباب ويسبقون الجمل وكأنهم يفسحون له الطريق ويخلونه من المارة بحركة الخيول الجامحة والشابة، كما لابد أن يمتطي نقيب الضريح جوادًا ويكون في مقدمة الموكب، وعدة رموز ظاهرة في هذه المواكب ولا تبوح عن نفسها إلا لمن يمعن النظر ويقرأ ما يراه.