تحريك أسعار الوقود بمصر للمرة الـ20..والأرقام تشير إلى تناقض بين السوق العالمية والمحلية

أعلنت الحكومة المصرية صباح اليوم الجمعة رفع أسعار البنزين والسولار في إطار آلية التسعير التلقائي للوقود، لتصبح هذه المرة العشرين التي تُعدل فيها الأسعار منذ يوليو 2019 وحتى الآن، في خطوة تثير تساؤلات حول مستقبل دعم الوقود وتداعيات القرار على الأسواق.
20 تعديلًا في الأسعار منذ 2019
بدأ تطبيق آلية التسعير التلقائي للوقود في يوليو 2019، حيث تُراجع الأسعار كل ثلاثة أشهر بناءً على ثلاثة متغيرات رئيسية: سعر برميل النفط عالميًا و سعر صرف الدولار مقابل الجنيه وتكاليف التشغيل المحلية.
وقبل تطبيق الآلية في عام 2019، كان سعر لتر بنزين 95 يبلغ نحو 9 جنيهات، وبنزين 92 نحو 8 جنيهات، وبنزين 80 والسولار عند 6.75 جنيه للتر.
مدبولي: قد تكون الزيادة الأخيرة
رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أكد أن الزيادات الجديدة قد تكون الأخيرة إذا استمرت أسعار النفط العالمية عند مستوياتها الحالية، مشيرًا إلى أن الحكومة ما زالت تتحمل دعمًا جزئيًا في أسعار السولار لضمان استقرار منظومة النقل والإنتاج.
الأرقام تقول: المفترض الأسعار تنخفض
بحسب بيانات الموازنة العامة، فقد تم تقدير متوسط سعر برميل النفط عند 75 دولارًا في موازنة العام المالي 2025-2026، مقابل 82 دولارًا في موازنة العام الماضي.
وعند مقارنة الوضع الحالي بآخر زيادة في أبريل الماضي، كان سعر الدولار حينها حوالي 50.70 جنيه وسعر برميل النفط 75 دولارًا، بينما اليوم يبلغ سعر الصرف أقل من 48 جنيهًا وسعر البرميل دون 65 دولارًا، وهو ما يشير “نظريًا” إلى أن الأسعار كان يُفترض أن تنخفض لا أن ترتفع.
تكلفة البنزين الحقيقية تكشف استمرار الدعم
بحساب تكلفة الإنتاج الحقيقية، فإن تكلفة لتر البنزين 95 تُقدر بين 27 و29 جنيهًا للتر، في حين يُباع حاليًا بنحو 21 جنيهًا، أي أن الحكومة ما زالت تتحمل دعمًا يقارب 8 جنيهات في اللتر الواحد.
ويرجع ذلك إلى احتساب السعر وفق المعادلة التالية:
تكلفة البنزين = (سعر خام برنت × سعر الصرف ÷ عدد لترات البرميل) + تكاليف التشغيل + الضرائب + هامش الربح
تأثير محدود للبنزين.. والسولار هو العامل الحاسم
ويرى خبراء أن البنزين لا يشكل ضغطًا كبيرًا على الأسعار باعتباره وقودًا للسيارات الخاصة، في حين أن السولار هو المحرك الرئيسي لقطاع النقل والإنتاج. ومع زيادة سعر السولار بنسبة 13%، من المتوقع أن تشهد أسعار السلع والخدمات تحركات تدريجية خلال الفترة المقبلة، بدءًا من وسائل النقل الخفيفة كالتوكتوك وصولًا إلى النقل الثقيل الذي يربط المصانع بالأسواق.
تحذيرات من استغلال السوق
وحذّر اقتصاديون من أن بعض التجار قد يستغلون قرار زيادة السولار في رفع الأسعار بنسب مبالغ فيها، مطالبين بتشديد الرقابة لضمان عدم تحميل المواطنين زيادات غير مبررة.