«ترامب» يطرح خطة رسوم النصر لتمويل أوكرانيا

يعمل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على إنشاء ما أسماه صندوق النصر فى أوكرانيا يتم تمويله من خلال رسوم جمركية جديدة على الصين وقد كلف وزير خزانته سكوت بيسنت بطرح الخطة على نظرائه الأوروبيين قبل زيارة الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إلى واشنطن العاصمة اليوم الجمعة.
«ترامب» الذى كان قد صرح سابقا بأن زيلينسكى لا يملك الأوراق لتحقيق نصر عسكرى بات يظهر نفاد صبر متزايدًا تجاه فلاديمير بوتن واقتراحه بتحويل مسار الحرب فى أوكرانيا اعتبر تغييرا كبيرا فى موقفه من الأزمة وقد تبنى وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث نفس لهجة ترامب، مؤكدا فى اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسى أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم كييف بالطرق التى لا تستطيع إلا واشنطن أن تقدمها إذا واصلت روسيا رفضها لمحادثات السلام.
تركزت المناقشات فى بروكسل على احتمال تسليم صواريخ توماهوك بعيدة المدى وتمويل المقاومة الأوكرانية خلال العام الخامس من الحرب. وأوضح بيسنت أن ترامب طلب من السفير الأمريكى إبلاغ الحلفاء بأن واشنطن تؤيد ما إذا كانت ستسمى رسوم النفط الروسى على الصين أو رسوم النصر الأوكرانية على الصين، لكنه شدد على أن الأوروبيين يجب أن يكونوا مستعدين لدعم الخطة.
وتقوم الاستراتيجية الجديدة على فرض ضريبة بنسبة 500% على الواردات الصينية بحيث يتم توجيه العائدات إلى شراء أسلحة للجيش الأوكرانى والهدف منها ممارسة ضغط اقتصادى أقصى على بوتين الذى تعتمد آلته الحربية على الدعم الصينى من أجل دفعه إلى طاولة المفاوضات مع ترامب وزيلينسكى، لكن مصادر دبلوماسية فى واشنطن أكدت لصحيفة التلجراف أن فكرة معاقبة بكين بسبب مشترياتها من النفط الروسى واجهت سابقا عقبات أوروبية حيث وصف الحلف الأطلسى الصين بأنها المُمكن الحاسم للحرب الروسية فيما رفضت عدة دول بينها بريطانيا وصفها بالعدو.
وأبلغ وزير الدفاع الأوكرانى دينيس شميهال أن بلاده ستحتاج إلى 120 مليار دولار لتمويل عام آخر من المقاومة فى 2026، مشيرا إلى أن نصف هذا المبلغ يجب أن يأتى من مؤيدى كييف، كما أكد أن النقطة الثانية المهمة هى الحصول على صواريخ بعيدة المدى المعروفة للجميع فى إشارة إلى التوماهوك.
ومن المتوقع أن تتصدر هذه الصواريخ جدول مباحثات ترامب وزيلينسكى نهاية الأسبوع، وعندما سُئل ترامب عن مطلب كييف قال إنه يدرس خيارات أخرى موضحا أن أوكرانيا ترغب فى شن هجوم وعليه اتخاذ قرار بذلك. مصادر أوروبية دعمت هذه الخطوة التى ستمنح كييف قدرة على ضرب أهداف روسية فى العمق لكنها أقرت بأن القرار يعود لترامب وحده.
وأضاف شميهال أن القرار لن يتخذ فى اجتماع وزراء دفاع الحلف بل سيكون رهنا بالتفاهم بين الرئيسين فى واشنطن وإذا وافق ترامب فمن المرجح أن تتحمل الدول الأوروبية تكاليف الصواريخ والتدريب عبر برنامج بورل الذى يتيح تسليم الأسلحة الأمريكية لكييف على أن تدفع الحكومات الأوروبية ثمنها.
وتحدث هيجسيث عن مبدأ السلام من خلال القوة، مشددا على أن الولايات المتحدة مستعدة لتزويد أوكرانيا بالقوة النارية اللازمة وقال إن أحد دروس عهد ترامب هو أن السلام يتحقق عندما تكون الدولة قوية وليست فقط بالكلمات. وأضاف أن واشنطن وحلفاءها سيتخذون الخطوات الضرورية إذا لم تنته الحرب لفرض تكاليف إضافية على روسيا، مؤكدا أن وزارة الحرب الأمريكية مستعدة للتصرف بطرق لا تستطيع غيرها القيام بها.
الولايات المتحدة هى الجهة الوحيدة التى تنتج وتبيع صواريخ توماهوك لأقرب حلفائها حول العالم، وكانت قد فرضت سابقا رسوما إضافية بنسبة 25% على الهند بسبب شرائها النفط الروسى، وأعلن ترامب عن أن رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى تعهد له بوقف هذه المشتريات، واصفا ذلك بالخطوة الكبيرة مؤكدا أنه يجب الآن دفع الصين نحو الموقف ذاته.
وجددت إدارة ترامب جهودها لإنهاء الحرب هذا الأسبوع عقب نجاحها فى التوسط بوقف القتال بين إسرائيل وحماس فى غزة فيما صعدت بريطانيا من جانبها الضغط على موسكو، إذ فرضت عقوبات على شركتى النفط العملاقتين لوك أويل وروسنفت إضافة إلى 51 ناقلة نفط تابعة لأسطول الظل الروسى فى محاولة لخنق عائدات الطاقة التى تمول حرب بوتين.
وأوضحت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارتها للولايات المتحدة أن لندن تستهدف أكبر شركتى نفط روسيتين وتكثف الضغط على شركات فى دول مثل الهند والصين لتقييد وصول النفط الروسى إلى الأسواق العالمية، مشيرة إلى أن روسنفت تمثل نحو 40% من إنتاج النفط الروسى فيما تحتل لوك أويل المركز الثانى ولها أكبر انكشاف خارجى بين نظيراتها.