شاب ينهي حياته من الطابق السابع بأسيوط رغم محاولات إنقاذه

شهدت منطقة فريال بمدينة أسيوط حادثا مأساويا صدم سكان المنطقة، بعدما أقدم شاب في العشرينات من عمره على إنهاء حياته بإلقاء نفسه من الطابق السابع بأحد العقارات السكنية رغم وجود قوات الشرطة والحماية المدنية في محيط المكان لمحاولة إنقاذه.

بدأت الواقعة عندما تلقت غرفة عمليات قسم شرطة أسيوط ثان بلاغا من الأهالي يفيد بتواجد شاب يقف في شرفة شقته بالطابق السابع في وضع مريب، ويبدو عليه التوتر الشديد. 

انتقلت على الفور قوة من القسم يرافقها فريق من الحماية المدنية والإسعاف إلى موقع البلاغ، حيث حاول أفراد الشرطة تهدئته وإقناعه بالعدول عن قراره الذي بدا واضحا أنه كان يخطط له منذ لحظات طويلة من اليأس والانهيار النفسي.

تواصلت الأجهزة الأمنية مع أسرته التي حضرت إلى موقع الحادث في محاولة لاحتوائه، لكن حالته النفسية كانت متدهورة بشدة، إذ ظل يردد عبارات غير مترابطة تكشف عن صراع داخلي وضغط نفسي كبير. 

وخلال محاولات تهدئته، طلب الشاب من أحد أفراد الشرطة أن يحضر له سندوتش باتيه، في مشهد أثار دهشة الموجودين. وبالفعل، استجاب أحد الضباط لطلبه على أمل أن يهدأ ويتراجع عن فكرة الانتحار.

طلب الطعام قبل لحظات من المأساة

بعد أن تسلم الشاب السندوتش وتناوله بهدوء غير مفهوم، ظن الجميع أن الموقف في طريقه للانفراج وأنه ربما بدأ يستعيد توازنه النفسي، لكن لم تمر دقائق حتى صدم الجميع بخطوة مفاجئة. 

فبعد أن أنهى طعامه، توجه إلى حافة الشرفة وبدون أي مقدمات ألقى بنفسه أمام أنظار الجميع، لتتعالى صرخات أسرته التي كانت تتابع الموقف عن قرب وسط حالة من الذهول والصدمة.

سقط الشاب على الأرض فاقدا الوعي تماما، وعلى الفور هرعت فرق الإسعاف لنقله إلى المستشفى الجامعي بأسيوط، إلا أن محاولات الأطباء لإنقاذه باءت بالفشل، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصاباته البالغة نتيجة السقوط من ارتفاع كبير.

كشفت التحريات الأولية التي أجراها ضباط مباحث قسم شرطة أسيوط ثان أن الشاب كان يمر بفترة صعبة نفسيا بسبب خلافات عائلية متكررة أثرت على حالته الذهنية ودفعته إلى الانعزال عن المحيطين به في الأيام الأخيرة قبل الحادث، وأشارت المصادر الأمنية إلى أنه لم يكن يتعاطى أي مواد مخدرة، وأن السبب الرئيسي وراء الواقعة هو انهيار نفسي حاد فشل في التعامل معه.

تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، حيث أمرت بندب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة بدقة، كما تم سماع أقوال أسرته للوقوف على خلفيات حالته النفسية وما إذا كان قد تلقى أي علاج خلال الفترة الماضية.

أكد مصدر أمني أن قوات الحماية المدنية بذلت أقصى جهدها لإنقاذ الشاب، واستمرت المحاولات لأكثر من نصف ساعة قبل أن يقدم على فعلته المأساوية، لافتا إلى أن الواقعة كانت محاطة بإجراءات تأمين مشددة، لكن سرعة تصرفه المفاجئة حالت دون السيطرة على الموقف.

وأمرت نيابة أسيوط ثان الجزئية بتسليم الجثمان إلى أسرته بعد انتهاء الفحوص الطبية اللازمة تمهيدا لإتمام إجراءات الدفن، فيما تواصل النيابة العامة تحقيقاتها حول تفاصيل الواقعة وملابساتها للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.