رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

باغتت المدن الكبرى فى المغرب موجات احتجاجية صاخبة وغير مسبوقة، حيث يقود الشارع المحتقن حركة مجهولة تسمى نفسها «GenZ 212» هذه الاختصارات والرموز هى لغة شبابية بامتياز والتى تعنى جيل زد المغربى يعبرون عن سخطهم من تفشى الفساد وتدهور الخدمات الأساسية على رأسها قطاعى الصحة والتعليم المنهارين رافعين شعارات مطالبة بالعدالة الاجتماعية، حيث يؤكد المحتجون أن حكومة اخنوش تُعطى أولوية لتشييد البنية التحتية الرياضية استعدادًا لتنظيم كأس أفريقيا 2025، وكأس العالم 2030 على حساب القطاعات الحيوية التى تمس حياة المواطنين اليومية انفجر الغضب العارم بعد حادثة مأساويه أدت إلى وفاة ستة سيدات حوامل نتيجة اخطاء طبية جسيمة
بالرغم من الطابع السلمى للتظاهرات إلا أنها شهدت أعمال عنف متفرقة، من حرق سيارات إلى صدامات عنيفة مع الشرطة نجم عنها سقوط قتلى وجرحى واعتقال المئات هذا التباين جعل المشهد أكثر تعقيدًا من أن يُختزل فى صورة واحدة، سواء كانت انتفاضة شاملة أو احتجاجات رمزية ولدت الحركة الجديدة من رحم منصة اليكترونية مغلقة تدعى «Discord» ديسكورد ليس لهم قائد ملهم أو انحياز ايديولوجى أو حتى إطار تنظيمى فقلب وعقل هذا الحراك لا يوجد فى الميادين بل فى الفضاء الرقمى فمثل هذا النمط من التنظيم المغلق اللا مركزى يعتمد على البنية الرقمية الخالصة، لذلك السلطات أو وسائل الإعلام غير قادرة على رسم صورة واضحة فهى لا تعرف توقيت التأسيس أو خطوط التنظيم شهد بداية الحراك زخمًا وتعاطفًا شعبيًا واسعًا لكن مع تغير الطابع السلميّ انفض عنهم الكثير ممن يخشون أن تنزلق المغرب إلى مستنقع الفوضى وتلقى مصير سوريا وليبيا، بالإضافة إلى خبرة وحنكة النظام الملكى الذى احتوى من قبل ثورات أعتى من ذلك بكثير آخرهم ثورة 20 فبراير إبان الربيع، حيث كانت المغرب هى الدولة الوحيدة الناجية، لا يمكن قراءة الاحتجاجات المغربية كحدث سياسيّ أو اجتماعى فقط بل هى علامة فارقة ومقلقة للنظم أو المجتمعات العربية فثمة تحول جذرى فى أنماط الحشد والتنظيم، فالثورات الكلاسيكية كانت دائمًا تبدأ من الشوارع والميادين، ثم تنتقل إلى الفضاء الرقمى المفتوح، أما الآن فنحن نرى العكس تمامًا أصبح الحراك يخرج فجأة من منصات رقمية مغلقة ومجهولة، ثم يتم اختيار نجاعتها فى الشارع، لذا يجب ان تدق كلّ نواقيس الخطر فكيف لمنصة رقمية مغلقة مثل ديسكورد تقديم ودعم مساحات مرئية وصوتية ضخمة للشباب تحديدًا بدون مقابل!! وهذا يفتح بابًا واسعًا للتساؤل المشروع عن علاقة الشركات التكنولوجية العملاقة بخلق وتوجيه البنيّ الاجتماعية والسياسية الجديدة التى تولد فى فضاءاتها، حيث تتحول برامج الألعاب الإلكترونية إلى حضانات للتعبئة والحشد والتنسيق ليصبح الذكاء الاصطناعى والمنصات الذكية ليست مجرد أدوات محايدة، بل هى الفاعل الحقيقى للفوضى وخراب الدول والسيطرة الكاملة عليها تحت شعار الثورة على الفساد والظلم الاجتماعى، إذا لم ننتبه ونتعامل بحكمة مع جيل زد ومن بعده سنصبح مجرد ملف اليكترونى يعبث به أحدهم فى مكتبه عبر المحيط اهلا بكم فى العالم الجديد والمخيف.