رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مصر... صوت العدل في زمن النار: رفض التهجير وتمسك بحل الدولتين

بوابة الوفد الإلكترونية


مع دخول اليوم الـ734 من الحرب الدامية على قطاع غزة، ومع الإعلان عن اتفاق مبدئي لإنهاء الحرب بوساطة دولية، تبرز مصر كأحد أهم الفاعلين في المشهد، ليس فقط كوسيط، بل كصاحبة موقف مبدئي ثابت رفض منذ اللحظة الأولى أي مساس بالقضية الفلسطينية أو تهديد لهوية الأرض والإنسان.

•موقف مصري لا يتغير

منذ اندلاع الحرب، كانت القاهرة واضحة في رسالتها للعالم:

“لا تهجير من غزة، ولا تصفية للقضية الفلسطينية.”

رفضت مصر بشكل قاطع كل المحاولات التي سعت لفرض واقع جديد يقوم على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأكدت أن هذا خط أحمر يمس الأمن القومي المصري والعربي على السواء.
فمصر – التي عاشت تفاصيل الصراع لعقود – تعرف أن الحل الحقيقي لا يكون على حساب الشعب الفلسطيني، بل عبر تطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

•وساطة بحكمة ومسؤولية

طوال شهور الحرب، لعبت القيادة المصرية دورًا محوريًا في إدارة المفاوضات، سواء لوقف إطلاق النار أو لإدخال المساعدات أو لإتمام صفقة تبادل الأسرى.
لم يكن هذا الدور سهلًا، فقد تطلّب توازنًا دقيقًا بين الإنسانية والسياسة، وبين الثوابت الوطنية والضغوط الدولية.

كما استضافت مصر عشرات الوفود الفلسطينية والإسرائيلية والدولية، وتحملت عبء الوساطة ومخاطرها الأمنية والسياسية، لكنها ظلت ثابتة على مبدأ أن أمن غزة واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها.

عبء إنساني تتحمله مصر بصمت

مع اشتداد القصف الإسرائيلي، كانت معابر مصر – وخاصة معبر رفح – المتنفس الوحيد لأهالي غزة، حيث استقبلت مصر آلاف الجرحى والمرضى، ونسّقت لإدخال مئات الشاحنات من المساعدات الطبية والغذائية، رغم المخاطر والتحديات الأمنية على حدودها الشرقية.
تحملت مصر هذه الأعباء من منطلق إنساني وقومي، إدراكًا منها أن الدم الفلسطيني ليس غريبًا، وأن التضامن مع غزة واجب لا منّة فيه.

حل الدولتين... بوابة السلام الحقيقي

بينما انشغلت القوى الكبرى بحسابات النفوذ، تمسكت مصر بأن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع، مؤكدة أن أي محاولة لتجاوز هذا الحل لن تجلب سوى مزيد من العنف وعدم الاستقرار.
وقد جاء الاتفاق الأخير – الذي رعته مصر مع شركائها الإقليميين – ليؤكد أن القاهرة لا تتحدث فقط باسمها، بل باسم ضمير الأمة العربية.

في زمن تتقاطع فيه المصالح وتضيع فيه الحقائق، تبقى مصر نموذجًا للدولة التي اختارت الموقف الصعب على المكسب السهل.
رفضت التهجير، تمسكت بالعدالة، ودافعت عن فلسطين بصوت الحكمة والعقل لا بالصراخ والشعارات.
وها هي اليوم تثبت أن السلام الحقيقي لا يُصنع إلا على أرضية الحق، لا على أنقاض الشعوب.