الأهلي يقدّم عرضه الأخير لأحمد عبد القادر بـ17 مليون جنيه سنويًا

في تطور جديد داخل أروقة القلعة الحمراء، كشف الإعلامي جمال الغندور عبر برنامجه الشهير “ستاد المحور” أن إدارة النادي الأهلي حسمت موقفها بشأن ملف تجديد عقد الجناح الهجومي أحمد عبد القادر، بعدما قررت تقديم عرضٍ أخير ونهائي للاعب من أجل البقاء ضمن صفوف الفريق، وسط اهتمام عدد من الأندية المحلية والخارجية بالتعاقد معه خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الغندور أن النادي الأهلي عرض في البداية على عبد القادر عقدًا بقيمة 13 مليون جنيه في الموسم الواحد، وهو رقم رأت الإدارة أنه يتناسب مع سياسة الرواتب المعتمدة داخل الفريق الأول، إلا أن اللاعب أبدى تحفظه على القيمة المالية المقترحة، معتبرًا أنها لا تتناسب مع حجم عطائه وتأثيره في المباريات، خاصة بعد أن أصبح أحد العناصر الأساسية في تشكيل المدير الفني السويسري مارسيل كولر خلال الموسمين الماضيين.
وأضاف الغندور أن هذا الرفض دفع لجنة التعاقدات بالتنسيق مع إدارة الكرة إلى إعادة تقييم العرض المالي، لتقرر الإدارة رفع القيمة إلى 17 مليون جنيه سنويًا، في محاولة أخيرة لإقناع اللاعب بتجديد عقده والبقاء في النادي، مشيرًا إلى أن هذا العرض هو النهائي وغير قابل للتفاوض، وأن الإدارة أبلغت اللاعب ووكيله بشكل رسمي أن النادي لن يقدم أي زيادة جديدة.
وأكد الإعلامي أن مسؤولي الأهلي أبلغوا عبد القادر بأن النادي يُقدّر مستواه الفني ومساهماته مع الفريق، لكنه في الوقت ذاته متمسك بمبدأ المساواة والعدالة داخل منظومة الرواتب، وهي السياسة التي يتبعها مجلس الإدارة منذ تولي الكابتن محمود الخطيب رئاسة النادي، حفاظًا على الاستقرار المالي ومنع أي أزمات داخل غرفة الملابس.
وتشير المعلومات إلى أن المفاوضات بين الطرفين جرت في أجواء هادئة، حيث أبدى عبد القادر احترامه الكامل لإدارة النادي، لكنه طلب مهلة قصيرة لدراسة العرض قبل اتخاذ قراره النهائي، في ظل تلقيه عروضًا مغرية من بعض أندية الخليج خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى اهتمام أحد الأندية التركية بضمه في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
وبحسب مصادر داخل النادي، فإن لجنة الكرة بالأهلي ترى في عبد القادر لاعبًا يتمتع بإمكانيات فنية عالية وقدرة على صناعة الفارق، لكنه في المقابل يحتاج إلى تطوير الجوانب الذهنية والبدنية من أجل الاستمرار في التشكيل الأساسي، وهو ما يسعى الجهاز الفني لتحفيزه عليه من خلال منحه الثقة والدعم المستمر.
وأشار الغندور إلى أن الأهلي حريص على الاحتفاظ بعناصره الأساسية، خصوصًا اللاعبين الذين يمتلكون خبرة اللعب تحت الضغط الجماهيري، مؤكّدًا أن كولر أبدى تمسكه باستمرار عبد القادر ضمن صفوف الفريق لما يتمتع به من مهارة في المراوغة وسرعة في التحول الهجومي، بالإضافة إلى قدرته على تسجيل الأهداف في المباريات الكبرى.
وفي المقابل، شدّد الغندور على أن إدارة الأهلي أرسلت رسالة واضحة للاعب مفادها أن الوقت لا يحتمل التأجيل أو المساومة، وأن النادي لن يدخل في أي مفاوضات جديدة حال رفض العرض الحالي، مشيرًا إلى أن النادي مستعد لتسويق اللاعب خارجيًا في حال رغبته في الرحيل، بشرط أن يتلقى عرضًا ماليًا مناسبًا يليق بقيمته الفنية وباسم النادي الأهلي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة الأهلي الرامية إلى غلق ملفات التجديد مبكرًا، لتجنّب ما حدث في فترات سابقة حين تأخر حسم بعض العقود مما أثّر على استقرار الفريق. كما تسعى الإدارة إلى الحفاظ على التوازن المالي داخل المنظومة، خصوصًا في ظل التزامات النادي الكبيرة تجاه عدد من اللاعبين الأجانب وأسماء الصف الأول في الفريق.
يُذكر أن أحمد عبد القادر انضم إلى الأهلي قادمًا من سموحة في عام 2021 بعد فترة إعارة ناجحة، وتمكن منذ ذلك الحين من فرض نفسه كأحد أبرز اللاعبين المهاريين في الدوري المصري، وشارك في تتويج الفريق ببطولات الدوري ودوري أبطال إفريقيا وكأس السوبر المصري.
وفي ختام تقريره، أكد الغندور أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في مصير اللاعب مع الأهلي، حيث تنتظر الإدارة الرد النهائي من عبد القادر قبل منتصف أكتوبر الجاري، تمهيدًا لاتخاذ القرار المناسب، سواء بتوقيع العقود الجديدة أو دراسة العروض الخارجية.
وبذلك، تبدو الساعات القادمة حاسمة بين الرغبة في الحفاظ على أحد أبرز المواهب المحلية، وبين التزام الأهلي بمبادئه المالية التي لطالما كانت ركيزة استقراره ونجاحه عبر العقود.