في مواجهة الكوارث والمحن.. تعلم من النبي كيف نلجأ إلى الله

مع تصاعد التحذيرات من تغيرات مناخية مفاجئة وزلازل وفيضانات حول العالم، نتذكّر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للحفظ من المصائب والكوارث المفاجئة، وهو دعاء يجمع بين الإيمان العميق واليقين بأن الحماية الحقيقية لا تكون إلا من الله تعالى.
سلاح المؤمن في زمن الفزع
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الدعاء هو من أعظم أسباب رفع البلاء، واستدل بحديث النبي ﷺ:«الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء»(رواه الترمذي).
وأشار المركز إلى أن ما يحدث من كوارث طبيعية أو أزمات بشرية هي تذكير بقدرة الله وضعف الإنسان، وليست دعوة للخوف أو اليأس، بل لحسن الالتجاء إلى الله بالدعاء والعمل الصالح.
دعاء النبي للحفظ من المفاجآت والمصائب
كان النبي ﷺ يردد في كل صباح ومساء دعاءً جامعًا للحماية من كل شر، يقول فيه:
«اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة،
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي،
اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي،
اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي،
وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي».
(رواه أبو داود).
كما أوصى النبي ﷺ بقول:«أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة».
(رواه البخاري).
وهي أدعية تعلّم المسلم أن التحصين الحقيقي يبدأ من القلب، حين يوقن أن الله وحده هو الحافظ والمانع والناصر.
الدعاء وقت الكوارث الطبيعية
ومع تكرار موجات الفيضانات والعواصف في بعض البلدان، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء في هذه اللحظات ليس مجرد تلاوة كلمات، بل هو تجسيد لحالة الخضوع والتسليم لله، وأن النبي ﷺ كان يدعو عند اشتداد المطر أو الخوف من السيول قائلاً:«اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية ومنابت الشجر».
(رواه البخاري).
ويُستحب للمسلمين الدعاء أيضًا بقولهم:«اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا، اللهم نجِّنا من شرها وضررها».
الحكمة من البلاء.. وتحوّله إلى رحمة
توضح الأمانة العامة للدعوة بوزارة الأوقاف أن المصائب لا تُصيب المؤمن عبثًا، بل لحكمة يعلمها الله، فقد تكون رفعًا للدرجات أو تكفيرًا للذنوب أو اختبارًا للصبر.
يقول تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.
(سورة البقرة: 155).
ويرى علماء الأزهر أن الدعاء في أوقات الخطر ليس فقط طلبًا للنجاة، بل تربية للقلب على الثقة بالله، وأنه مهما اضطربت الدنيا، فـ«لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».
أدعية نبوية للنجاة ورفع البلاء
من الأدعية التي كان يرددها النبي ﷺ عند الشدائد:
«اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك».
«اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء».
«اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك».
«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
وتؤكد دار الإفتاء أن هذه الأدعية ليست فقط للحفظ من الكوارث الكبرى، بل تصلح للتحصين من كل ما يفزع النفس أو يهدد الاستقرار في الحياة اليومية، مثل الحوادث أو الخسائر أو المرض المفاجئ.
الدعاء وعيّ إيماني
يقول الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بالأزهر:“الدعاء ليس فقط ملجأ وقت الأزمة، بل هو سلوك يومي يعيد الإنسان إلى أصله الفطري؛ الافتقار إلى الله. فكل من يعتاد الدعاء قبل الشدة، يجد في قلبه سكينة وقت البلاء، وطمأنينة وقت الخطر.”