رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

رادار

يا أمة العرب - نقف اليوم أمام لحظة فاصلة بين الحياة والموت - بين العزة والانكسار.. غزة تنزف تحت نيران الاحتلال، ودماء الأطفال والنساء تصرخ فى وجوهنا جميعًا.. أين أنتم؟!.. بينما العدو يعلن التطهير العرقى بلا مواربة، وتتحرك الجيوش الأجنبية فى سماء وأرض منطقتنا استعدادًا لحرب جديدة قد تبتلع الشرق الأوسط كله.. إنها ليست حربًا على فلسطين وحدها، بل حرب على كرامة أمة، على وجودنا ومستقبلنا - فإما أن نصحو وننهض صفًا واحدًا، أو نترك التاريخ يكتب أننا كنا شهود زور على مذابح العصر.

اليوم - لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة والصمود، ولا خيار إلا أن نتحد - حكومات وشعوبًا، شرقًا وغربًا، لندافع عن أرضنا وهويتنا وكرامتنا.. فهذه ساعة الحقيقة، ساعة الامتحان، ساعة أن يثبت العرب أنهم ليسوا جغرافيا ساكنة، بل شعوب حية قادرة على الانفجار دفاعًا عن الحق.

فالتطورات التى يشهدها المشهد الإقليمى الآن سريعة وخطيرة، وهى ليست أحداثًا متفرقة بل حلقات متصلة فى خطة كبرى.. فوزير الدفاع الإسرائيلى كاتس صرح علنًا.. من يبقى فى غزة سيعتبر مؤيدًا للإرهاب - أى أن مليون إنسان باتوا بين خيارين - الرحيل أو الإبادة.. وهذا ليس خطابًا سياسيًا، بل إعلان تطهير عرقى منظم أمام أعين العالم.. وعلى الأرض - اكتمل حصار غزة بعد السيطرة على محور نتساريم، لتقسم إلى شمال وجنوب.. وشارع الرشيد الساحلى الذى كان شريانًا للحياة أغلق بالكامل، ولم يعد أحد يتحرك إلا عبر حواجز الاحتلال.. وبالتوازى - لم يعد القصف يقتصر على البيوت، بل يستهدف كل مقومات البقاء - عربات المياه ومراكز الطعام والمستشفيات وحتى فرق الإنقاذ.. إنها سياسة الأرض المحروقة، لتجعل من الحياة نفسها مستحيلة.

وأكدت تقارير الأمم المتحدة والصليب الأحمر أن الوضع الإنسانى وصل إلى حافة الانهيار، وأن ما يدخل من مساعدات لا يغطى سوى أقل من 10% من الاحتياجات.. مئات الآلاف ينامون فى العراء وعلى شواطئ البحر والمساحة التى حشروا فيها لا تتجاوز 20 كم٢ لتغلق عليهم الدائرة يومًا بعد يوم.. وفى المقابل - الولايات المتحدة تتحرك عسكريًا بشكل غير مسبوق.. أسراب من طائرات التزود بالوقود عبرت إلى قاعدة العديد فى قطر، وهى مقدمة لأى حرب واسعة النطاق، ومعها تحركت حاملات الطائرات الأمريكية إلى المتوسط، وطائرات الاستطلاع البريطانية دخلت المشهد.. إنها مقدمات مواجهة كبرى - لا تحتمل الصدفة.

وفى توقيت لافت للعيان - وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا بعنوان (ضمان أمن دولة قطر) معتبرًا أن أى اعتداء عليها هو تهديد مباشر لأمريكا.. الرسالة واضحة.. واشنطن تستعد لسيناريو مواجهة مفتوحة مع إيران، قد تنفجر شرارتها من غزة ولكنها لن تتوقف عندها.. إذا جمعنا الخيوط، نجد أن ما يحدث ليس مجرد عدوان على غزة، بل مخطط لإعادة رسم خرائط المنطقة بالنار والدم والنتيجة - إما أن نكون أمة تقاوم وتصمد وتعيد الاعتبار لذاتها، أو نكون شتاتًا من الضحايا يكتبون فى الهوامش.

ولا بقية لهذا الحديث.. إن شاء الله تعالى

 

[email protected]