“بنت يا آمنة”.. فيلم تسجيلي يكشف حكايات ثلاث أجيال من النساء مع الختان
يمثل فيلم “بنت يامنة” خطوة جريئة في مسيرة المخرجة الشابة مروة الشرقاوي، إذ يخوض في واحدة من أكثر القضايا حساسية في المجتمع المصري والعربي: ختان الإناث.
وقد تم تصوير الفيلم على مدار عام كامل في إحدى قرى الصعيد، ما أتاح له عمقًا توثيقيًا ومعايشة حقيقية لقصص النساء المشاركات ، يناقش الفيلم حكايات ثلاثة أجيال من النساء وتجاربهن مع عادة الختان، وكيف حاولن مواصلة حياتهن رغم الآثار السلبية العميقة التي تركها هذا الفعل عليهن نفسيًا واجتماعيًا.
المحور الرئيسى للعمل يدور حول قصة نور الهدى ووالدتها، سيدتين من صعيد مصر، تكشفان من خلال شهادتهما المباشرة انعكاسات التجربة على حياتهما: الصدمة النفسية الممتدة عبر السنين والانعكاسات الاجتماعية على الزواج والعلاقات الأسرية والصراع بين الاستسلام للعادات والمقاومة للاستمرار.
اعتمدت المخرجة مروة الشرقاوي على المعايشة الطويلة، حيث قضت عامًا كاملًا في توثيق هذه التجارب، ما منح الفيلم صدقًا وواقعية ،جاء السرد السينمائي معتمدًا على البوح الشخصي للنساء، دون محاولة فرض رؤية خارجية، مما أعطى مساحة للصوت النسائي أن يتحدث بنفسه.
من خلال التتابع البصري، يظهر العالم النسائي الداخلي وما يحيط به من إسقاطات اجتماعية وثقافية.
العناصر التقنية
الإشراف الفني: وائل صابر، المكساج: مصطفى شعبان، المونتاج: آية عبد الكافي، التصميم: مريم السيد، هذه العناصر ساعدت على صياغة فيلم متماسك يجمع بين الطابع التسجيلي الجاد والحس الدرامي المؤثر.
القيمة الإنسانية والاجتماعية
الفيلم لا يكتفي بطرح موضوع الختان كظاهرة اجتماعية، بل يفتح الباب أمام نقاش أعمق عن:
دور المرأة في مقاومة العادات الضارة ، الآثار الممتدة للألم النفسي عبر الأجيال ، إمكانية التغيير عبر كسر حاجز الصمت والمواجهة بالبوح.