رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤية

عجيب أمر حكومتنا ووزرائها الذين يعتمدون فى كل حساباتهم على جيب المواطن، بل يقوم الاقتصاد المصرى على هذا، المواطن الذى لم يعد قادراً على العيش وسط هذه المطالب ويعيش تحت حصار حكومى يومى كى يمر اليوم بسلام.. نعم يعيش المواطن اليوم بيومه، بعد زيادات الإيجار والمياه والكهرباء والغاز والمواصلات، وتضاف إلى ذلك كله زيادات مصروفات المدارس.

المواطن «يعافر» ويكافح ليعيش وسط كل هذه المطالب اليومية الضرورية، ناهيك عن العلاج فى حالة المرض لا قدر الله رافعاً شعار «لنا الله» بعد أن تخلت عنه الحكومة، وليس هذا فقط بل تزيده أعباء تفوق قدرته.

وأخيراً وليس آخراً قامت الحكومة ممثلة فى وزارتى الصحة والمالية باختراع فرض ضريبة على المشروبات التى تحتوى على نسبة من السكريات تحدد قيمتها حسب جرامات السكر المستخدم فى العبوة الواحدة.. لتحصل الحكومة ممثلة فى وزارة التموين على فرق الدعم الممنوح لبطاقات التموين، تماماً مثلما يحدث مع زيادة أسعار المحروقات المنتظرة كى تعوض دعم السولار.

ولا شك فى أنها بهذه القرارات غير المدروسة تدور فى دائرة مغلقة، لأنه لا يوجد فى العالم حكومة تبنى كل خططها على جيب المواطن دون وجود أفكار لزيادة الإيرادات، فالحكومة تزود التكاليف والمواطن يطالب بزيادة المرتبات، ثم ترفع الشركات أسعار المنتجات لمواجهة الزيادة وهكذا..

وإذا استمرت الحكومة فى اتباع هذا النهج فلن يكون هناك أى تقدم.. وهذه الدائرة لن تجدى ولن تأخذنا ولو خطوة إلى الأمام، لأن النتيجة الحتمية ستضطرنا إلى الاستدانة أو بيع الأصول طالما لم نحقق أى إنتاج حقيقى.

القرار المقترح بفرض ضريبة على السعرات الحرارية فى ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب، بمعنى أن وزارة الصحة تقدمت بهذا المقترح حرصاً على صحة المصريين وخوفاً عليهم من الأمراض التى انتشرت مؤخراً وهى أمراض القلب والسكر والدهون الثلاثية، وهذا أمر جيد لو كان هكذا.. لكن الحقيقة، أن مثل هذه الضرائب هى من تصيب المواطن بالقلب والسكر والدهون الثلاثية إضافة إلى الضغط.. لأن المواطن المصرى أصبح مهموماً يمر يومه دون غذاء صحى سليم، أو علاج داخل المستشفيات..

إن حياة الضرائب لا تبنى اقتصاداً قوياً ولا تحقق نمواً، بل تزيد أوجاع وهموم المواطن وتحاصره بالأمراض.

إننا بحاجة إلى مشروعات صناعية وخطط سنوية تفتح أبواب الإنتاج والتصدير لتحقق مزيداً من العملات الصعبة وتحد من أخطار البطالة وتحقق نمواً سريعاً، لأن الضرائب لا تبنى اقتصاداً قوياً بعد أن أصبح جيب المواطن فارغاً..