المشيخة العامة للطرق الصوفية تعلن بدء موسم الموالد
تشهد مصر خلال شهر أكتوبر المقبل موسمًا روحيًا مميزًا، حيث تستعد الطرق الصوفية لإحياء أربعة موالد كبرى لآل البيت وأولياء الله الصالحين، في أجواء مفعمة بالمحبة والروحانية، يحضرها مئات الآلاف من المريدين والعاشقين من مختلف أنحاء الجمهورية.
موالد آل البيت.. إرث متجدد عبر القرون
أعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية بدء موسم الموالد لهذا العام بإحياء مولد شبل الأسود في الغربية مع مطلع شهر أكتوبر، ليعقبه في منتصف الشهر مولد السيد أحمد البدوي بمدينة طنطا، ثم يتواصل الزحف الروحي إلى قلب القاهرة في أواخر الشهر لإحياء مولد الإمام الحسين رضي الله عنه، بالتزامن مع إحياء مولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق.

ويُعد موسم الموالد من أبرز المظاهر التي تعكس عمق الارتباط الشعبي بمكانة آل البيت وأولياء الله، حيث تحوّلت هذه المناسبات على مر السنين إلى محطات سنوية للتلاقي، والتزود بالإيمان، وتجديد العهد مع الله ورسوله وأوليائه الصالحين.
حلقات الذكر والحضرة.. غذاء للروح
تتخلل فعاليات الموالد إقامة حلقات الذكر الصوفي التي يتجمع فيها المريدون يرددون أسماء الله الحسنى، مع مجالس العلم التي يلقي فيها العلماء والمشايخ الدروس والمواعظ، إلى جانب حفلات الإنشاد الديني والمديح النبوي التي يحييها كبار المنشدين في أجواء من السمو الروحي والوجداني.
ويؤكد أتباع الطرق الصوفية أن هذه الفعاليات لا تقتصر على الطقوس الدينية فقط، بل تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية، إذ يجتمع فيها الناس على المحبة والتسامح ونبذ الخلافات.
إطعام الطعام.. سنة راسخة في الموالد
من أبرز المظاهر التي تميز الموالد حرص محبي آل البيت على إطعام الوافدين مجانًا، حيث تنتشر موائد الطعام والشراب في ساحات الموالد، في تجسيد حي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أطعموا الطعام وأفشوا السلام». ويُنظر إلى هذا السلوك كأحد أوجه البر والإحسان التي يتسابق فيها المحبون لنيل الأجر والثواب.
تنسيق أمني وتنظيم محكم
حرصًا على خروج هذه الفعاليات في أجواء آمنة ومنظمة، أعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية أنها تنسق بشكل كامل مع الأجهزة الأمنية في المحافظات المعنية، بهدف ضمان الانسياب المروري ومنع التكدسات، وتوفير المناخ الملائم لزوار الموالد لأداء شعائرهم وطقوسهم بروح مطمئنة.
وعي الشعب.. الرهان الأكبر

وشدد شيخ مشايخ الطرق الصوفية على أن "وعي الشعب المصري هو الرهان الأول والأخير في إنجاح مثل هذه المناسبات"، داعيًا الجميع إلى دعم التوجه الروحي الذي تمثله الموالد، والذي يرسخ قيم المحبة والاعتدال والوسطية.
موسم روحي ينتظره المصريون
هكذا تتحول أيام أكتوبر من كل عام إلى موسم استثنائي يملأ القلوب بالسكينة، والطرقات بالإنشاد، والساحات بروح الجماعة والمحبة، حيث يعيش المشاركون حالة من الصفاء والأنس بالله في حضرة آل البيت وأوليائه الصالحين.