إصرار على عودة السلطة إلى غزة
«أبوالغيط» يطرح الرؤية العربية لـ«ما بعد الحرب» فى الأمم المتحدة

أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن المبدأ الأساسى لأى ترتيبات قادمة فى غزة يجب أن يصب فى اتجاه تنفيذ حل الدولتين، ما يعنى عملياً استعادة السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع لضمان الاتصال الجغرافى مع الضفة الغربية كوحدة إقليمية واحدة تجسد الدولة الفلسطينية.
جاء ذلك فى كلمة الأمين العام فى اجتماع اليوم التالى لحرب غزة، والذى عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة من فرنسا.
وشدد «أبوالغيط» على أنه لا يتصور وجود بديل آخر عن الوجود التدريجى والحاسم لقوات السلطة الفلسطينية فى غزة، لتتولى مهام الأمن الداخلى وفرض القانون والنظام. كما طالب بتحقيق انسحاب إسرائيلى كامل من كافة أراضى القطاع، من دون أى استقطاعات للأراضى الفلسطينية تحت ذريعة إنشاء مناطق عازلة أو غير ذلك من الحجج التى وصفها بأنها «عارية من أى منطق قانونى أو شرعى».
وحذر أمين عام الجامعة العربية من أى شكل من أشكال التهجير، مؤكداً رفضه الكلى والقطعى لمثل هذه المخططات. وأوضح أن ترتيبات اليوم التالى يجب أن تأخذ فى الاعتبار مواجهة الخطط الإسرائيلية «المكشوفة» لدفع الشعب الفلسطينى لمغادرة القطاع، مؤكداً أن «الشعب الفلسطينى سيبقى على أرضه فى غزة ولا مجال لإخراجه منها».
وفيما يتعلق بأى قوة دولية مؤقتة، أشار أبوالغيط إلى ضرورة توفير الظروف المناسبة والأساس القانونى السليم لها، مستنداً فى ذلك إلى الخبرات السابقة التى أثبتت أن التفويض الصادر من مجلس الأمن يمثل البديل الأفضل. وشرط أن تعمل هذه القوة بشكل وثيق ومنسق مع السلطة الفلسطينية، بهدف تمكينها من استعادة مهام الأمن الداخلى فى غزة وتهيئة السبيل للبدء الفورى فى جهود إعادة الإعمار.
ولفت إلى أن المهمة الأولى لأى قوة دولية مفترضة ستتمثل فى مراقبة وقف إطلاق النار وتحقيق الانسحاب الإسرائيلى الكامل، ما سيمهد الطريق لبدء مرحلة التعافى وإعادة الإعمار.
وبهذه الكلمة، يكون أمين عام الجامعة العربية قد قدم الموقف العربى الموحد حيال الترتيبات المستقبلية للقطاع، فى وقت تشهد فيه الجهود الدبلوماسية الدولية حول غزة حراكاً مكثفاً.