تدشين أول موقع خدمي باللغة العربية في الشرق الأوسط للتعريف برياضة الطيران الشراعي

تُعد رياضة الباراجلايدنج، أو الطيران الشراعي الانحداري، واحدة من أكثر الرياضات الجوية إثارة وجذبًا للمغامرين حول العالم. فهي تمنح ممارسيها متعة التحليق بحرية في السماء، مع الجمع بين المغامرة والاسترخاء في آن واحد، كما تُسهم في تنشيط السياحة الصحراوية الجذابة، وتُصنّف كإحدى أبرز أنماط سياحة المغامرات التي تجذب الزائرين من مختلف الجنسيات.
 

نبذة تاريخية وتطور عالمي

أكد المستشار محمد رضا محرم عضو الهيئة القضائية ، و عضو اللجنة الفنية بالاتحاد المصري للمظلات والرياضات الجوية، أن البداية الرسمية للباراجلايدنج كانت في ثمانينيات القرن الماضي بجبال الألب في فرنسا، حيث انطلقت كرياضة ناشئة تعتمد على مظلة مرنة تتيح الطيران الحر دون محرك. ومع مرور العقود، تطورت المعدات والتقنيات بشكل كبير، مما جعلها أكثر أمانًا وانتشارًا.

اليوم أصبحت الباراجلايدينج رياضة عالمية تُمارس في مختلف بلدان العالم، وتجذب الآلاف من المتحمسين. كما تُقام بطولات ومسابقات على المستويات المحلية والدولية، وهو ما شجع على تطويرها ونشرها عالميًا. ومع التطور التكنولوجي، أصبحت المظلات أكثر أمانًا وأداءً، مما جعل الرياضة متاحة لمجموعة أوسع من الأشخاص، سواء من الباحثين عن المغامرة أو محبي الطبيعة والاسترخاء.

مصر.. بيئة مثالية للطيران الشراعي

وأضاف محرم أن مصر، بفضل موقعها في قلب العالم، تمتاز بمناخ معتدل طوال العام، إلى جانب تضاريسها المتنوعة التي تجمع بين الصحاري والمناطق الزراعية، وهو ما يجعلها بيئة مثالية ومحفزة لممارسة الباراجلايدينج  و الطيران الشراعي  بصفة عامة  على مدار الفصول المختلفة ودون توقف.

دور الاتحاد المصري للمظلات والرياضات الجوية

أكد العميد فتحي أبو الفتوح، رئيس اللجنة الفنية لرياضتي الباراموتور والباراجلايدنج وأحد الأبطال الدوليين في القفز المظلي، أن رياضة الباراجلايدنج تُعد من أمتع الرياضات الجوية. وأوضح أن الاتحاد يمتلك لائحة فنية دقيقة تنظم تفاصيل التدريب ومستويات الطيارين وفق أعلى معايير الدقة والفنيات الخاصة بالرياضة.

وأشار العميد أبو الفتوح إلى أن الاتحاد لا يتأخر في دعم جميع الرياضات الجوية، وتشجيع الراغبين في الممارسة من السيدات والرجال على حد سواء، مؤكدًا أن مصر تمكنت من إعداد كفاءات متميزة على المستوى الدولي والإقليمي في القفز المظلي والقفز الحر، سواء من الرجال أو السيدات.
وأضاف أن الاتحاد يبذل جهودًا مضنية لنشر الرياضة في مصر، وتوسيع قاعدة ممارسيها، وتقديم الدعم اللوجستي والفني، ووضع معايير السلامة واشتراطات التدريب، والإشراف على منح الموافقات الأمنية، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الأمان للمتدربين والطيارين.

مدى الأمان في الباراجلايدينج

وأشار محرم إلى أن البعض يظن أن الباراجلايدينج رياضة خطرة، إلا أنها تُعد من الرياضات الآمنة جدًا، إذا ما تم الالتزام بالتدريب الجيد، وفهم كيفية تجنب المخاطر، واختيار الأوقات المناسبة للطيران، مع صيانة المعدات بشكل دوري. بل إن نسبة الأمان فيها تفوق كثيرًا غيرها من الأنشطة اليومية كقيادة السيارات أو الدراجات النارية.

التكلفة والمعدات

وتابع محرم موضحًا أن الباراجلايدينج تُعد من أرخص الرياضات الجوية مقارنة بغيرها. إذ يمكن للطيار حمل معداته بسهولة إلى أماكن مرتفعة دون الحاجة لبنية تحتية مكلفة. كما يمكن شراء معدات مستعملة من الدول الأوروبية بشرط حصولها على شهادة صلاحية للطيران من أحد المراكز المعتمدة والمعترف بها لدى الاتحاد المصري للمظلات والرياضات الجوية، وهو ما يقلل التكلفة للنصف تقريبًا مع ضمان السلامة الكاملة.

متطلبات العمر واللياقة

ونوّه محرم إلى أن رياضة الباراجلايدينج لا تتطلب لياقة بدنية عالية جدًا، ولكنها تحتاج إلى مستوى معقول من اللياقة، يشمل القدرة على المشي لمسافات معقولة وصعود التلال، حيث يُعد ذلك جزءًا أساسيًا من ممارسة الرياضة. كما أن التحكم في المظلة على الأرض يتطلب بعض الجهد البدني، خاصة في المراحل الأولى من التعلم. ويمكن لأي شخص بالغ يتمتع بقدرة طبيعية على الحركة أن يمارسها، شريطة ألا يزيد وزنه عن 130 كيلوجرامًا، وهو الحد الأقصى للجناح المخصص للطيران المنفرد.

كيف تبدأ؟

اختتم محرم بالتأكيد على أن الخطوة الأولى لممارسة الباراجلايدينج هي الالتحاق بدورة تدريبية مع مدربين معتمدين، مشددًا على أن التعلم الذاتي أو الاعتماد على فيديوهات الإنترنت أمر في غاية الخطورة. ويمكن للراغبين أيضًا التواصل مع الاتحاد المصري للمظلات والرياضات الجوية عبر موقعهم الإلكتروني أو في مقر الاتحاد الرسمي بمدينة نصر.
 

وأشار محرم إلى أنه قام بتدشين أول موقع خدمي باللغة العربية في الشرق الأوسط لمجتمع طيارو الباراجلايدينج في مصر للتعريف برياضة الباراجلايدينج، وإرشاد الراغبين في ممارسة الرياضة لاتخاذ خطواتهم الأولى نحو الالتحاق بالدورات المعتمدة لدى الشركات العاملة في هذا المجال. كما يقدّم الموقع نصائح مهمة حول كيفية اختيار المعدات المناسبة وفقًا لوزن الطيار وطوله ومواصفاته البدنية، ويتيح للمستخدمين اختيار لغة الموقع بين العربية والإنجليزية: egyptparagliders.com.

وختاما فان الباراجلايدينج في مصر ليست مجرد رياضة جوية، بل تجربة فريدة تجمع بين المغامرة، الأمان، والمتعة. ومع جهود الاتحاد المصري للمظلات والرياضات الجوية، وبدعم وزارة الشباب والرياضة، تُفتح آفاق جديدة أمام عشاق التحليق في السماء، ليعيشوا تجربة استثنائية تُمكّنهم من اكتشاف جمال مصر من منظور مختلف، وبطريقة آمنة ومثيرة. ومن المنتظر أن تُشكل هذه الجهود نواة حقيقية لانتشار الرياضة في مصر خلال السنوات المقبلة، خاصة أن المناخ المعتدل وتنوع تضاريس مصر يجعلها من البيئات المثالية لممارسة مختلف الرياضات الجوية على مدار العام. كما تُسهم هذه الرياضة في تعزيز السياحة الصحراوية المغامرة، وتُعد أحد أبرز أنماط سياحة المغامرات التي تجذب الزائرين من مختلف الجنسيات.