تحوّل استراتيجى لقطاع الطيران المصرى فى عهد «السيسى».. رؤية طموحة حتى 2030 (3)

تعزيز الشراكات لتكامل العمليات الرقمية بين الحجز والخدمات الأرضية
فتح فرص الاستثمار فى مطارات بمشاركة القطاع الخاص كجزء من استراتيجية الطيران الحديثة
برامج الحكومة لتطوير الشركات التابعة بموازنة مليارية تتجاوز 6 مليارات جنيه
الرقمنة وتحسين إدارة الحقائب لتعزيز زمن الخدمة وتقليل الخسائر التشغيلية
شراكات تشغيلية طويلة المدى وفقًا لنماذج الحوكمة الجديدة فى مطارات المنتجعات
مواجهة تحديات تقلبات سعر الصرف وتكاليف التشغيل لتحقيق استدامة مالية
إدخال طرازات طائرات موفرة للوقود ضمن خطة إير كايرو الاقتصادية للتوسع
استثمارات إير كايرو لتلبية الطلب السياحى الأوروبى عبر الوجهات المصرية الكبرى
الوصول لـ7 ملايين سائح خطة إير كايرو الاستراتيجية مصر 2030

تُعدّ شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية أحد الأعمدة التشغيلية لمجموعة مصر للطيران وقاعدة تشغيلية حيوية لخدمات المناولة الأرضية بالمطارات المصرية. خلال السنوات الأخيرة ظهرت لدى القابضة ومجلس الوزراء وخطّة وزارة الطيران أولوية لتحديث البنية التحتية وتطوير قدرات الخدمات الأرضية كجزء من استراتيجية أوسع لقطاع الطيران. 
حيث تُخطط الشركة لنقاط استثمارية أساسية يأتى على رأسها تحديث أسطول معدات المناولة الأرضية حيث تشير التقارير الرسمية والإعلامية إلى استثمارات مباشرة لتعزيز قدرة الخدمات الأرضية (شراء مركبات ومعدات جديدة لتحريك الطائرات وخدمة البوابات وفكّ الحقائب). منها شراء 37 مركبة جديدة لتعزيز القدرة التشغيلية لمجموعة مصر للطيران. 
تسعى مصر للطيران للخدمات الأرضية لعقد تحالفات وشراكات تهدف لتيسير خدمات التذاكر والعمليات الرقمية داخل مجموعة مصر للطيران، ما يعنى تكاملًا بين عمليات الحجز والعمليات الأرضية لدعم تجربة الركاب. 
شراكات واستثمارات بنيوية أوسع: ضمن الاستراتيجية الوطنية لتحديث الطيران توجد إجراءات لفتح بعض المطارات أمام شراكات القطاع الخاص (مثال توجيهات بعرض مطار الغردقة/الغردقة أو المشاركات فى مطارات سياحية)، ما يخلق فرصًا لتوسعة أعمال الخدمات الأرضية عبر عقود تشغيلية جديدة. 
برامج التطوير الرسمية والأرقام
أعلن وزير الطيران عن برامج شاملة لتطوير شركات القابضة ومرافقها، ومن بينها برامج لتطوير الشركات التابعة بقيمة مجمعة وصلت إلى حوالى 6.45 مليار جنيه لمشروعات تطوير ورفع كفاءة منظومة أداء الشركات التابعة (يشمل ذلك مشاريع تشغيلية وبنية تحتية وإمداد معدات). هذا الرقم يعتبر وثيقة مركزية لفهم مديّة الالتزام الحكومى بالتحديث. 
تُبرز تقارير القابضة وتقارير سنوية سابقة أن مصر للطيران تعمل على موازنة توسعات الأسطول (طلبيات طائرات طويلة المدى مثل A350) مع ضرورة رفع جاهزية الخدمات الأرضية لاستيعاب زيادات السعة والوجهات. عمليات توسيع الأسطول وتحديثه تعكس عبئًا إضافيًّا على خدمات المناولة الأرضية لتحسين مؤشرات الوقت على الأرض وكفاءة الدوران. 
ميزانية الاستثمار
وفقا للتصريحات الرسمية فإن ميزانية الخطة الاستراتيجية والاستثمارية لمصر للطيران للخدمات الأرضية تشير إلى شراء معدات ومركبات مناولة (Ground Support Equipment): مثل عربات تحميل الحقائب، بوابات سلّم متنقل، عربات التزود بالطاقة، وجرّارات الجرّ (tugs). (ذُكر اقتناء مجموعات مركبات لتعزيز السعة التشغيلية). 
تطوير أنظمة إدارة الحقائب والركاب: مشاريع رقمنة لأنظمة المناولة وربطها بأنظمة الحجز والصيانة لتخفيض زمن الخدمة وتقليل التسربات والحقائب المفقودة. 
تدريب وبناء قدرات بشرية: عناصر مخصصة لرفع كفاءة العنصر البشرى (مراكز تدريب، برامج سلامة)، وهى عناصر تظهر فى تقارير الشركات السنوية كجزء من متطلبات الحصول على شهادات الجودة والسلامة. 
الحوكمة والاستراتيجية
الخطط الحكومية الأخيرة تتجه نحو إشراك القطاع الخاص وإمكانية عقود تشغيلية وشراكات (PPP) فى بعض مطارات المنتجعات، ما يمثل فرصة لشركات الخدمات الأرضية داخل مصر لإعادة تأهيل نماذج أعمالها (عقود تشغيل أطول، خدمات متكاملة للمشغلين الجدد). هذا التوجّه يضع متطلبات جودة واتفاقيات مستوى خدمة (SLAs) صارمة على الشركات مثل مصر للطيران للخدمات الجوية. 
التحديات المالية والتشغيلية
ضغوط مالية على المجموعة: فى الأعوام السابقة تردد أن المجموعة واجهت خسائر وضغوطًا ناتجة عن تقلبات سعر الصرف وارتفاع أسعار الوقود والتكاليف التشغيلية، وهو ما يؤثر على قدرة الشركات التابعة فى تنفيذ كل برامج التطوير بنفس الوتيرة. (تعميمات وتقارير سابقة أظهرت أرقام خسائر وإجراءات هيكلة). 
سلاسل التوريد وقطع الغيار: تأخير توريد معدات أو زيادة تكاليفها عالميًا قد يؤخر تنفيذ برامج تحديث GSE.
الحاجة للمهارات والتدريب: رقمنة النظام تتطلب استثمارًا موازياً فى تدريب العاملين وإدارة التغيير لضمان عائد الاستثمار على السرعة والجودة.
تقييم مبدئى للجدوى والأثر المتوقع
إذا نُفذت البرامج برؤية متكاملة (تحديث معدات + رقمنة + شراكات تشغيلية مع ضمان سيولة وتمويل) فالعائد المتوقع يتحقّق عبر: تقليل زمن توقف الطائرات، رفع عدد دورات الطائرة فى اليوم، خفض خسائر الأمتعة، وزيادة الإيرادات غير الجوية من خدمات مرافقة.. أما فى حال استمرار الضغوط المالية دون تمويل ميسر أو شراكات مرنة، فستتأخر التحسينات العملية ما يحدّ من قدرة الشركة على استغلال توسيعات الأسطول وفتح خطوط جديدة.
إير كايرو إنجازات تعكس مستقبل واعد
تعد إير كايرو هى الذراع الاقتصادية منخفض التكاليف لوزارة الطيران المدنى والشركة الوطنية مصر للطيران.. وتمضى «Air Cairo» فى السنوات الأخيرة فى تنفيذ استراتيجية توسعية واستثمارية طموحة، تستجيب لواقع تنافسى فى قطاع الطيران العالمى وتطلعات محلية لرفع عدد السياح وتعزيز الخدمات. يعكس التوسع الحالى فى أسطولها، ودخول طرازات طائرات ذات كفاءة أعلى، وتحسين تجربة المسافر من خلال الرقمية، رؤية تسعى لتحقيق نمو ثابت مع مراعاة المخاطر فى بيئة متقلبة.
تجديد الأسطول وتوسيعه
أطلقت الشركة استراتيجيتها على أساس زيادة عدد الطائرات الحديثة من طراز A320-neo بهدف خفض استهلاك الوقود وتقليل التكاليف التشغيلية. الأسطول تضاعف تقريبًا مع وصول دفعات جديدة من هذا الطراز.. وفى إطار التوسع وخدمة المزيد من الركاب والسياحة إلى مصر، ستتسلم إير كايرو طائرتين من طراز A320 بحلول سبتمبر الحالى، تليها طائرتان إضافيتان من نفس النوع بحلول أكتوبر 2025. بينما نقلت إير كايرو 5 ملايين راكب العام الماضى، من المتوقع أن تنقل 6 ملايين راكب هذا العام. وقد خصصت إير كايرو نصف أسطولها لخدمة السياحة الأوروبية إلى الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، مع خطط للتوسع وإضافة المزيد من الطائرات بحلول عام 2026 حيث وقعت الشركة ٣ طائرات من طراز A320 Neo من المصنع يتم استلامهم فى منتصف عام ٢٠٢٦.
المتحف المصرى الكبير
خصصت إير كايرو توافرًا إضافيًا للطائرات لخدمة افتتاح المتحف الكبير فى نوفمبر 2025، مع تقديم رحلات زيارة ليوم واحد من البحر الأحمر إلى مطار سفنكس. وتهدف إير كايرو إلى توفير شبكة دولية ومحلية واسعة لخدمة وربط المناطق التاريخية الجذابة فى مصر.. جزء من التوسع يتحقق عبر عقود إيجار مع مؤسسات عالمية، ما يمنح مرونة مالية لكنه يقترن بالتزامات ثابتة فى المدفوعات والخدمات المرتبطة بالصيانة والتشغيل.
فتح أسواق جديدة وتعزيز الوجهات السياحية
تستهدف Air Cairo فتح مسارات إضافية إلى أوروبا ودول بنلوكس، وأسواق سياحية يُتوقع أن تكون مصدّرة للسياحة إلى مصر.
توسّع الشبكة لا يقتصر على الرحلات الدولية فقط، بل يشمل أيضا تعزيز الرحلات الداخلية وتحسين الربط مع المدن السياحية الكبرى، مما يُسهم فى جذب سياحة داخلية ودعم الاقتصاد المحلى فى تلك المناطق.
التحوّل الرقمى وخدمة العميل
أولت الشركة اهتمامًا باستثمارات نوعية فى تكنولوجيا الحجز، إدارة الرحلات، وخدمات ما بعد البيع لضمان تجربة أفضل للمسافر، مع تقليل التأخيرات، وتحسين التواصل الرقمى، وتحديث المنصات الإلكترونية.
تعزيز البنية الرقمية يشمل أيضا تأمين العمليات والبيانات، وهو أمر حيوى فى ظل التوسع المستقبلى.
الشراكات والصيانة والاعتماد على مصادر خارجية
الشركة عقدت شراكات مع مزودين للصيانة (MRO) لتقليل فترات الانتظار والحد من التكاليف المتعلقة بصيانة الطائرات خارجية.. كما أن العقود مع مؤجّرى الطائرات تتضمّن شروط شراء أو تجديد وتأجير، وهى تحالفات استراتيجية مهمة لضمان توفر الأسطول الكافى دون تحميل الشركة بأعباء الشراء الفورى لكامل الأسطول.
إير كايرو 2030
تستهدف إيركايرو الوصول إلى 70 طائرة بحلول عام 2030 وسعة مقعدية 14 مليون و342 ألفا و640 مقعدا وإجمالى عدد ركاب متوقع 11 مليونا و760 ألفا و965 راكبا.. وعدد ركاب سياحيا 7 ملايين و56 ألفا و579 سائحا.. والتى تمثل حوالى ٦٪ من إجمالى عدد ركاب إير كايرو.. شبكة الخطوط الدولية 110 وجهات.. 114 وجهة داخلية.. وشبكة الخطوط الداخلية.