437 نشاطًا توعويًا بالشرقية لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء خلال سبتمبر

 أعلن جهاز شؤون البيئة بمحافظة الشرقية عن تنفيذ برنامج توعوي موسع شمل 437 نشاطًا خلال شهر سبتمبر الجاري، استهدف المزارعين والمواطنين في القرى والمراكز، وذلك بالتعاون مع مديرية الزراعة ومديرية الشباب والرياضة والاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بالمحافظة.

وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية أهمية نشر الوعي البيئي بين المواطنين، موضحًا أن المخلفات الزراعية ليست عبئًا على البيئة كما يعتقد البعض، بل هي مورد اقتصادي يمكن استثماره بشكل يعود بالنفع على الفلاح والمجتمع. وأوضح أن الحرق المكشوف لهذه المخلفات يترتب عليه أضرار جسيمة، سواء على الصحة العامة خاصة بين كبار السن والأطفال، أو على نوعية الهواء وجودة البيئة المحيطة، مشددًا على ضرورة التعامل السليم مع الموارد البيئية من أجل تحسين نوعية الحياة وتطوير منظومة القيم البيئية التي تجعل الإنسان رقيبًا على نفسه عند تعامله مع البيئة.

ومن جانبه، أشار الدكتور مجدي الحسري رئيس الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بالشرقية والإسماعيلية، إلى أن أنشطة التوعية التي تم تنفيذها خلال سبتمبر تأتي في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها الدولة للحفاظ على البيئة والحد من ظاهرة السحابة السوداء الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية.

وذكر هذه الانشطة تضمنت عقد ندوات تثقيفية داخل القرى، ولقاءات مباشرة مع المزارعين أمام الحقول والجمعيات الزراعية والوحدات المحلية ومراكز الشباب، فضلًا عن عقد اجتماعات موسعة مع ممثلي الجهات المعنية لبحث سبل الاستفادة المثلى من المخلفات الزراعية.

وأوضح أن الهدف من هذه الجهود هو رفع مستوى وعي الفلاحين بأهمية المخلفات الزراعية وكيفية الاستفادة منها عبر تحويلها إلى أعلاف غير تقليدية وأسمدة عضوية بدلاً من التخلص منها بالحرق. 

وأضاف أن هذه البدائل تفتح آفاقًا اقتصادية جديدة للفلاحين وتساهم في زيادة دخلهم، في الوقت الذي تسهم فيه في حماية البيئة من التلوث وتحسين الصحة العامة.

وشدد محافظ الشرقية على أن الدولة لن تتهاون مع أي حالات للحرق المكشوف لقش الأرز أو حطب الذرة، مؤكدًا أن القانون يفرض عقوبات رادعة تصل إلى الغرامة والحبس بحق المخالفين. ودعا جموع المزارعين إلى التعاون مع الأجهزة التنفيذية من أجل القضاء على ظاهرة السحابة السوداء التي تؤثر سلبًا على الجميع، وذلك عبر تدوير المخلفات أو بيعها أو استخدامها كأعلاف حيوانية.

وتأتي هذه الجهود في إطار احتفالات محافظة الشرقية بعيدها القومي الرابع والأربعين بعد المئة، حيث تسعى المحافظة إلى تعزيز مفهوم التنمية المستدامة، وتحويل المخلفات إلى موارد اقتصادية، والتأكيد على أن حماية البيئة ليست مسؤولية فردية فحسب، بل واجب مجتمعي يتطلب تكاتف الجميع.