جنايات أسيوط تؤجل محاكمة أم قتلت طفلتيها وحاولت خنق نجلها

في قاعة مشحونة بالترقب، انعقدت الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات أسيوط لتنظر واحدة من أبشع القضايا التي هزت الرأي العام بقرية المطمر بمركز ساحل سليم. جلسة ترأسها المستشار ناجح عبد الحميد محمد رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين روميل شحاتة أمين الرئيس بالمحكمة ومصطفى محمد رشاد نائب رئيس المحكمة، وبأمانة سر عليان جامع وأحمد سعد.
وبعد مداولة استغرقت وقتا، قررت المحكمة تأجيل محاكمة ربة منزل متهمة بقتل طفلتيها والشروع في قتل نجلها الثالث، لحين الاطلاع على تقرير مستشفى الصحة النفسية، وذلك لجلسة اليوم الثالث من دور شهر ديسمبر المقبل.
الحضور في القاعة تابعوا الحكم وسط صمت ثقيل، بينما يتصدر المشهد اسم المتهمة آية أ. ع. (34 عامًا) ربة منزل حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية، التي باتت حديث القرية منذ أبريل الماضي بعد الجريمة التي نسبت إليها.
وقائع تهز القلوب
تعود تفاصيل القضية إلى يوم 21 أبريل 2024، حين اتهمت النيابة العامة المتهمة بأنها أقدمت عمدًا مع سبق الإصرار على قتل ابنتيها "إسراء" و"دعاء" غرقًا داخل حوض الاستحمام بمنزلها، بعدما خططت للأمر بدقة، مستغلة سفر زوجها إلى عمله.
وصفت النيابة ما جرى بأنه فعل سبقه تصميم وتروٍ، إذ أحكمت الأم نواياها حتى حانت اللحظة التي استيقظ فيها الشيطان بداخلها، فانقضت على صغيرتها الأولى وخنقتها ثم غمرتها في المياه حتى لفظت أنفاسها.
لم يمض وقت طويل حتى تكرر المشهد ذاته مع شقيقتها الصغرى، حيث حملتها الأم النائمة إلى "البانيو" وغمرتها بالماء حتى أسلمت الروح.
أما المشهد الثالث في هذه المأساة فكان محاولة إزهاق روح الابن "حمزة"، إذ أمسكت به محاولة خنقه بيديها، لكنه أفلت من قبضتها ونجا بنفسه، مستغيثًا بجيرانه الذين انكشف أمامهم هول الكارثة.
تقرير الخبراء
وجاء تقرير خبير المفرقعات ليؤكد أن مسرح الجريمة لم يشهد أي آثار لعنف خارجي أو أدوات تفجير أو اشتعال، وإنما كان الحوض وما حوله شاهدًا على مشهد غرق مكتمل الأركان.
أزاح التقرير أي شبهة قد تلقي بظلالها على طبيعة الحادث، وأثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن وفاة الطفلتين كانت نتيجة فعل متعمد داخل المنزل.