معهد القلب.. حكايات الألم والأمل

«ملاذ الغلابة» ساحة صراع.. وطوابير الكشف والأشعة قاتلة
«القطط» و«الميكروب» تطارد المرضى.. والإهمال يهدد حياة الجميع
بمجرد ذكر اسم معهد القلب القومى بإمبابة، تتبادر إلى الأذهان حكايات لا تُحصى، تتجاوز مجرد كونه مستشفى للعلاج، ليصبح ملاذًا للأمل ومحطة أخيرة فى رحلة البحث عن الشفاء لقلوب أنهكها المرض، من الأروقة المزدحمة والانتظار الطويل على الأرصفة، إلى غرف العمليات التى تُعاد فيها الحياة، حيث ينسج المعهد يوميًا خيوط قصص إنسانية فريدة، تجمع بين الأمل والألم، اليأس والنجاة.
تستقبلك واجهة المعهد بمشهد لا يهدأ، حيث يتوافد المئات من المرضى يوميًا من جميع أنحاء الجمهورية، فى قلب حى إمبابة الشعبى، حيث تتشابك الأزقة وتضج الحياة، يقبع معهد القلب القومى، الذى لم يعد مجرد مستشفى، بل أصبح ساحة صراع يومية تتجسد فيها قصص الأمل والألم، تبدأ هذه الحكايات مع شروق كل شمس، حين تتوافد الأجساد المنهكة من كل مكان، تحمل معها آلامها، وأحلامها بتمنى شفاء ربما لن يأتى بسهولة، فى زحام الحياة، تتسارع دقات القلوب المريضة، وتتباطأ أخرى، تبدأ فصول معاناة يومية لا تنتهى من ارتفع تكاليف التذاكر وسوء الخدمة التى يقدمها المعهد للمرضى، وهو ما ترصده «الوفد» فى معايشة ميدانية وثقت من خلالها مشاهد حية ومأساة المرضى داخل أروقة المستشفى.

قصص مأساوية
قصص هؤلاء المرضى تختلف ولكنها تتشابه فى جوهرها، فمنهم من يأتى من صعيد مصر أو من مدن القناة، قاطعًا مئات الكيلومترات بحثًا عن طبيب أو سرير، ومنهم من يفترش الرصيف أمام المعهد فى انتظار دوره، حاملًا فى يديه ملفًا طبيًا قديمًا وفى عينيه أملًا جديدًا. وهذه المشاهد ليست مجرد صور عابرة، بل هى جزء لا يتجزأ من هوية المعهد، الذى أصبح ملاذًا لـ «غلابة» مرضى القلب فى مصر.
الحاج علي
«الحاج على»، رجلٌ جاوز السبعين من عمره، صدره ينهشه الألم، وخطوات تتباطأ مع كل دقة قلب، يقطع عشرات الكيلومترات من قريته النائية فى الصعيد، حاملًا معه حقيبة صغيرة لا تحوى سوى ملابسه القديمة وبضعة جنيهات ادخرها طوال عام كامل، يصل إلى المستشفى فجرًا، لكنه يجد أمامه طابورًا طويلًا يلتف حول المبنى. يقف لساعات، يضيق تنفسه، وتتزايد دقات قلبه المضطربة. كلما تقدم خطوة، يشعر بأن روحه تخرج من جسده، لكن الأمل فى مقابلة الطبيب يدفعه للصمود.
عندما يصل أخيرًا إلى شباك التذاكر، والتى ربما تتجاوز خلالها الفترة الصباحية، حتى يدخل فى الفترة المسائية «الكشف الاقتصادى»، يتلقى الصدمة «سعر التذكرة زاد يا حاج»، يرتعش جسده، وتترنح يده التى تحمل ما تبقى من ماله. يدفع المبلغ الجديد، وتتساقط من عينيه دمعة حارقة، ليست من الألم الجسدى، بل من العجز واليأس، يشعر بأن المرض لم يعد مجرد معاناة شخصية، بل أصبح عبئًا اقتصاديًا يثقل كاهله.

فصل ثانِ
بعد دفع التذكرة، تبدأ رحلة أخرى داخل جدران المعهد، يجد «الحاج على» نفسه فى زحام شديد أمام بوابة الاستقبال. المئات من المرضى وذويهم يتدافعون، الأصوات تتعالى، والأنفاس تختلط.
فى هذا الفضاء المزدحم، تجلس «أم محمود»، سيدة فى الخمسين من عمرها، على كرسى متحرك، أصيبت مؤخرًا بجلطة قلبية، وجاءت من محافظة نائية على أمل أن تجد العلاج، يتكئ ابنها عليها، محاولًا حمايتها من التدافع، لكنه لا يفلح. تهمس له بصوت خافت: «يا ولدى، قلبى لا يحتمل هذا الزحام، أخشى أن يذهب بما تبقى من عمرى هنا»، يستمع الان إلى كلماتها، ويحاول أن يشق طريقه فى هذا البحر البشرى، لكنه يجد نفسه عاجزًا. يرى حوله مرضى ينهارون من الإرهاق، وآخرون يفترشون الأرض بحثًا عن لحظة راحة. المشهد يعكس صراعًا يوميًا، ليس فقط ضد المرض، بل ضد قسوة الانتظار والإهمال.
المعاناة
لم يكن «شريف» يتوقع أن رحلة علاج خاله «عبدالله» من مرض القلب ستتحول إلى ماراثون من المعاناة، يمتد لأكثر من 40 يومًا فى متاهات معهد القلب القومى بإمبابة. هذه ليست قصة عن المرض فقط، بل عن روتين إدارى قاتل، وإهمال يهدد الحياة.
تبدأ القصة عندما أوصى الأطباء « عبدالله «، وهو طبيب بيطرى متقاعد يبلغ من العمر 57 عامًا، بضرورة تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب. كان الحاج على يعتقد أن تأمينه الصحى ومكانة المستشفى كافيان لضمان رحلة علاج سلسة. لكنه لم يكن يعلم أن الطريق إلى غرفة العمليات يمر أولًا عبر دهاليز البيروقراطية.
فور دخوله المعهد، بدأت معاناة «شريف» فى مكتب التأمين الصحى. كان الحصول على ورقة موافقة بسيطة يتطلب الوقوف فى طابور لا ينتهى، أمام موظفة واحدة فقط، غالبًا ما تكون فى إجازة. ما كان يجب أن ينتهى فى يوم واحد، استغرق أسبوعًا كاملًا، مما أدى إلى تأخير الإجراءات الطبية. يقول شريف: «كان الأمر استفزازيًا. بدلًا من أن نركز على صحة خالى، كنا نركز على ورقة تأمين، وفى النهاية، أصبحت هذه الورقة هى ما يوقف كل شيء».
هذا التأخير الروتينى لم يكن مجرد إضاعة للوقت، بل كان له تبعات صحية خطيرة. خلال فترة الانتظار، حيث تعرض الحاج على لمضاعفات صحية لم يكن يحسب لها حسابًا.

الميكروب الغامض
بعد أيام من الانتظار، أصيب الحاج على فجأة بميكروب غريب، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية. لم يكن شريف يعرف مصدر هذا الميكروب، لكنه يتذكر جيدًا مشهد القطط التى كانت تتجول بحرية داخل غرف المستشفى، وتتقافز على الأدوات والأدوية. «القطط كانت فى كل مكان، تدخل علينا الغرف، وتنام على الأسرة، حتى أننا وجدناها تتنطط على الأدوية. هذه القطط هى أسوأ شىء يمكن أن ينقل العدوى».
وأضاف شريف بغضب: بعد اكتشاف الميكروب، تغيرت الأولويات، لم يعد الهدف هو إجراء العملية، بل التخلص من العدوى أولًا. «لولا شكوى قدمتها لمجلس الوزراء ووزارة الصحة، ما كانوا اتخذوا خطوة جذرية»، وتابع شريف، بعد شكواه، تم عزل خاله فى غرفة خاصة، ولكن الإجراءات لم تكن مثالية، حتى الزيارة كانت مشروطة بدفع «غرامة» مالية على الباب، فى حين كان التعقيم غائبًا.
نهاية مفتوحة
بعد أسابيع من العلاج، بدأ الحاج عبدالله يتعافى من الميكروب، وجاءت اللحظة التى طال انتظارها، أبلغه الأطباء أنه يجب عليه الصيام استعدادًا للعملية فى اليوم التالى، صام الحاج عبدالله لمدة 12 ساعة، يملؤه الأمل فى أن ينتهى هذا الكابوس. لكن فى اليوم التالى، جاء أحد الأطباء ليخبره: «افطر، لا توجد عملية اليوم».
هذه الواقعة كانت القشة التى قصمت ظهر البعير، شعر الحاج عبدالله بالإحباط، وتضاعفت معاناته النفسية التى أثرت سلبًا على قلبه. بعد 43 يومًا من دخوله المستشفى، كان لا يزال ينتظر، لم يتم تركيب الجهاز، بل زادت حالته الصحية سوءًا بسبب العدوى، وتم إجراء عملية قسطرة استكشافية لاحتياطات الأطباء.
يختتم شريف حكايته بمرارة: «ما حدث ليس خطأ الأطباء، بل هو نتيجة روتين إدارى قاتل. بدأنا فى رحلة علاج، ووجدنا أنفسنا فى دوامة لا تنتهى من التأخير والإهمال». قصة «الحاج عبدالله» ليست مجرد حالة فردية، بل هى صدى لآلاف القصص الإنسانية التى تدور فصولها خلف أسوار معهد القلب، حيث يكون المرض أهون من الأعباء التى تثقل كاهل المريض وذويه

الهروب
بعد أيام من واقعة الصيام الوهمية، تملك الخوف من قلب «الحاج على». لم يعد يثق فى الوعود، وقرر أن يهرب من هذا الجحيم. «أفكر فى الهروب من المستشفى، استكمال حياتى بعلتى أفضل من أن أكتب مصيرى بيدى»، قال لخاله «شريف».
كان السبب وراء هذا القرار اليائس هو مشاهدة مريض آخر فى الغرفة المجاورة له فشلت عمليته، وسببت له مضاعفات خطيرة، هذا المشهد هز ثقته الأخيرة فى المستشفى، ففى قائمة التنازلات التى قدمها له الأطباء لإجراء العملية، كانت هناك آثار جانبية خطيرة قد تؤدى بحياته فى الحال، وبعد 43 يومًا من الصبر والمثابرة، استسلم «الحاج على» للخوف وقرر أن يعيش بما تبقى له من أيام، بدلًا من أن يغامر بحياته فى مكان لم يجلب له سوى المزيد من المعاناة.
الثمن
فى زحام الحياة، وعلى مقربة من مستشفى الساحل التعليمى، تبدأ قصة «الحاجة هالة»، سيدة تجاوزت الستين من عمرها، التى وجدت نفسها فى مواجهة مزدوجة مع المرض والأعباء المالية. ذهبت لإجراء فحص لقلبها، ولكن القدر كان يحمل لها مفاجأة مؤلمة عندما شعرت ابنتها بنغزة فى قلبها، ثم أغمى عليها. كان التشخيص الفورى: يجب أن تتوجه الاثنتان إلى معهد القلب القومى على الفور.
حصار البيروقراطية
وصلت «الحاجة هالة» إلى المعهد فى تمام العاشرة صباحًا، وهى تحمل هم ابنتها وتأمل فى الحصول على تذكرة للدخول. لكنها فوجئت بأن شباك التذاكر لن يفتح قبل الثانية عشرة ظهرًا، وأن التذاكر محدودة العدد، لا تتجاوز 200 حالة، يتوافد مئات المرضى من الفجر للحصول على تذكرة، «ومن لا يلحق، فعليه أن ينتظر للفترة المسائية، التى ترتفع فيها أسعار التذاكر»، تقول الحاجة هالة بنبرة يائسة.
انتظرت الحاجة هالة ساعتين كاملتين، ولكن عندما فتح الشباك، كانت التذاكر قد نفدت، وهنا جاءت الصدمة الثانية: لم يعد سعر التذكرة 55 جنيهًا كما كانت تعتقد، بل تخطى المائة جنيه. «أنا كل اللى معى 65 جنيهًا، أعمل إيه؟ أروح منين؟»، تقول الحاجة هالة والدموع تملأ عينيها. «بنتى تعبانة، وأخويا محجوز فى المستشفى بقاله سنتين، والناس هنا ما بترحم»، لحسن الحظ، ظهر «ابن حلال» رأف بحالها ودفع لها المبلغ، لكن هذه اللفتة الإنسانية لم تخفف من شعورها بالضياع والعبء الثقيل.
مأساة يوميًا
ما حدث للحاجة هالة ليس حالة فردية، بل هو واقع يومى يتكرر أمام شباك التذاكر فى معهد القلب. يتحدث أحد موظفى المعهد، الذى رفض الكشف عن اسمه، ويؤكد أنهم يعملون بعدد تذاكر محدود فى الفترة الصباحية، لا يتجاوز 200 تذكرة. هذا العدد لا يكفى أبدًا الأعداد المواطنين الهائلة المتدفقة للمعهد ما يجبرهم على الانتظار للفترة المسائية، حيث تكون الأسعار أعلى بكثير.
هذه الأعباء المالية لا تزيد فقط من معاناة المرضى، بل تزيد من الضغط على قلوبهم الضعيفة. يقول أحد الموظفين: «هذا الأمر يحملهم أعباء مالية ضخمة أكبر من طاقتهم، ناهيك عن أنهم مرضى قلب، وقد تزيد تلك التكاليف من آلامهم ومعاناتهم مع المرض».
القصة تظل مفتوحة، وتتكرر فصولها كل يوم، حيث يبقى أمل الشفاء مرهونًا بقدرة المريض على تحمل أعباء لم يكن يتوقعها، وتظل معاناته مع المرض تتضاعف بسبب الروتين القاتل وغياب الرحمة.
ضجيج حول الاسوار
بينما يصارع المرضى داخل المستشفى، تدور خارج أسوار المعهد حكاية أخرى. يخرج «محمود»، الشاب الذى جاء برفقة والدته، من البوابة بعد ساعات طويلة. يشعر بالإحباط من عدم وجود مكان لراحة والدته، يرى حول السور عشرات الباعة الجائلين، يفترشون الأرض ببضائعهم من مأكولات ومشروبات وملابس، فى مشهد يضج بالفوضى، هذا المشهد يثير فى نفسه غضبًا وحزنًا عميقين. فالمريض الذى يأتى بحثًا عن السكينة والشفاء، يجد نفسه محاطًا بالضوضاء والفوضى. يتساءل: «كيف يمكن لمريض قلب أن يجد الراحة وسط كل هذا؟».
هنا، تتكشف مأساة حقيقية: المرضى لا يعانون فقط من أمراضهم، بل من بيئة تضاعف آلامهم. إنها قصص إنسانية حقيقية، تجرى فصولها يوميًا فى هذا المعهد، فصول تروى حكاية الكفاح من أجل الحياة، والصراع ضد العجز، والأمل الذى لا يموت رغم كل شيء.
وقديمًا، كان المعهد يعانى من نقص حاد فى الأسرّة والعيادات، حيث كان يستقبل نحو 100 مريض يوميًا، لكن هذا العدد تضخم ليتجاوز بضع مئات فى اليوم، مما أدى إلى زحام هائل. ورغم التوسعات التى شهدها المعهد على مر السنين، إلا أن حجم الإقبال الهائل لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا.
الطوارئ
داخل جدران المعهد، تتكشف قصص أخرى أكثر ألما فى قسم الطوارئ، حيث تُحتجز الحالات الحرجة على أسرة أو حتى كراسى متحركة لعدم توفر الأسرّة الكافية، تُكتب نهايات لأحداث درامية فى دقائق معدودة. هنا، يتصارع الأطباء مع الوقت لإنقاذ حياة، وتتشابك مشاعر الخوف والترقب مع أمل النجاة.
واحدة من أكثر القصص التى تعكس هذا الصراع هى حادثة الاعتداء التى وقعت قبل سنوات، عندما توفى مريض بجلطة فى الشريان التاجى أثناء إجراء قسطرة قلبية، لم يتقبل أهله الأمر، فقاموا بالاعتداء على الأطباء وتحطيم غرفة القسطرة الحديثة، مما أدى إلى خسائر مادية ضخمة. هذه القصة، التى حظيت بتغطية إعلامية واسعة، لا تروى فقط حادثة عنف، بل تسلط الضوء على الضغوط الهائلة التى يواجهها الأطباء والطواقم الطبية، حيث تتشابك التوقعات العالية للمرضى وأسرهم مع واقع الحالات الحرجة.
لكن فى المقابل، يزخر المعهد بقصص نجاح تبهج القلب وتجدد الأمل. ففى غرف العمليات وقسم القسطرة، تُعاد الحياة لمئات المرضى يوميًا. عمليات قلب مفتوح، وزراعة دعامات، وتركيب منظمات للقلب، كلها إجراءات تجرى على قدم وساق، وتحقق نجاحات كبيرة.
بوابة الامل
يُعد قسم الاستقبال والطوارئ فى معهد القلب شريانًا حيويًا لا يتوقف. يعمل على مدار 24 ساعة، سبعة أيام فى الأسبوع، لاستقبال الحالات الحرجة التى قد تتوقف فيها دقات القلب فى أى لحظة، يتردد على هذا القسم يوميًا مئات المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، الذبحة الصدرية، الجلطات، وارتشاح القلب والرئة.
هنا، كل ثانية لها ثمن. يُعطى المريض فور وصوله دواءً مذيبًا للجلطة، ويتم تجهيزه لإجراء قسطرة عاجلة أو تركيب دعامات إذا استدعت حالته التدخل السريع.
لكن خلف أبواب الطوارئ، هناك أرقام مخيفة تروى قصة أخرى، يستقبل المعهد شهريًا حوالى 9000 حالة، أى بمعدل 300 حالة يوميًا، هذا العدد الهائل يضع ضغطًا هائلًا على الموظفين والمرافق، ويحول قسم الطوارئ إلى ساحة من الزحام والتكدس.
بعد التشخيص، يُضاف المريض إلى قائمة الانتظار، ويُفتح له ملف خاص يُحدد فيه مسار علاجه، لكن هذه الخطوة لا تنهى المعاناة، بل هى مجرد بداية لرحلة طويلة من الانتظار، قد تتفاقم فيها حالة المريض مع مرور الوقت. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هى قصص لأشخاص يصارعون من أجل البقاء، فى مكان يُفترض أن يكون ملاذًا للشفاء، ولكنه يتحول أحيانًا إلى ساحة انتظار لا ترحم.