رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

معارك أزهرية

النقد يشعل معركة بين أساتذة الأدب والبلاغة بجامعة الأزهر

كلية الدراسات العربية
كلية الدراسات العربية والإسلامية بقنا(تصوير:يوسف الغزالى)

شهدت كليات جامعة الأزهر، معركة حامية الوطيس بين أساتذة الأدب والبلاغة، وصل لهيبها لكلية الدراسات العربية والإسلامية بمحافظة قنا.

 

وأشعل قرار لجنة المواد العلمية والخطط والمناهج بالجامعة، إسناد مادة النقد الأدبى القديم لقسم البلاغة والنقد في كليات اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية والشعب النظيرة، ومادة النقد الأدبى الحديث لقسم الأدب والنقد، شرارة المعركة بين أساتذة القسمين بكليات الأزهر.

 

ودعا الدكتور كمال لاشين أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، إلى اجتماع طارئ لمجلس أقسام الأدب والنقد على مستوى الجامعة، ورفع مذكرة رسمية للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس المجلس الأعلى للأزهر.

 

وشن الدكتور "لاشين" على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعى (فيس بوك) هجومًا حادًا ضد فرمان انتزاع مادة النقد الأدبي عنوة من أقسام الأدب.

 

وأضاف، نبهني بعض الزملاء إلى أن الأمر أبرم بليل ووفق عليه بالفعل، وورد إلى الكليات منشور لتطبيقه، في غيبة أساتذة أقسام الأدب والنقد، ودون استشارتهم.

 

وأكد أن ما حدث جناية علمية يحمل وزرها من عمل لها، ومن أعان عليها، ومن رضي بها، موضحًا أنه لا أدب بغير نقد لأنهما وجهان لعملة واحدة، ولا نفع في عملة لها وجه واحد.

 

وأضاف، ودراسة الأدب القديم بمعزل عن النقد القديم دراسة ناقصة، أما وقد استحللتم أخذ النقد فخذوا الأدب معه.

 

وقال إن الاقتصار على دراسة النقد الحديث في غيبة النقد القديم، يحرم قسم الأدب من عمقه التراثي في الجانب النقدي.

 

وأوضح أن التلاعب بالمقررات الدراسية بالنقل أو الإضافة على غير أساس علمي شيء معيب.

 

وأشار إلى تلقيه اتصالًا من أستاذه الدكتور النبوي شعلان مفاده، أن التلاعب لإرضاء زيد أو عمر قديم، وأنه تم في مراحل سابقة بسبب الإعارات العلمية أو غيرها، وحُق لجامعة الأزهر أن تتنزه عن هذا في الحاضر والمستقبل.

 

وقال "لاشين"، إن الأساتذة الذين تخصصوا في النقد القديم لعقود طويلة، وكتبوا فيه رسائلهم العلمية، وألفوا مؤلفاتهم النقدية - وأنا أحدهم - لم يبق أمام الجامعة إلا أن تفصلهم، أو تنقلهم إلى قسم البلاغة، أو تبقيهم في أقسام الأدب بلا عمل، أو تسند إليهم تدريس ما لم يتخصصوا فيه.

 

وأضاف، ومن الآن فصاعدًا لا يجوز أن تسجل في أقسام الأدب موضوعات في النقد الأدبي، أو أن يشرف أساتذة الأدب على رسائل في النقد الأدبي، أو يشاركوا في مناقشتها، لانعدام التخصص.

 

كما أضاف لا أعرف لزملائِنا في قسم البلاغة الساعين في هذا الأمر والفرحين به الآن مؤلفات في النقد الأدبي الخالص، وجُل ما لهم في علوم البلاغة وتطبيقاتها على القرآن والحديث والشعر وهم معذورون.

 

ولفت لأن المادة كانت مسندة لغيرهم عقود طويلة، وما سيحدث أنهم سيقولون فيها في الغالب، ما يقولونه في علوم البلاغة وفي هذا إماتة لمادة النقد الأدبي.

 

ومن جانبه، قال الدكتور جمال جنيدى أستاذ الأدب والنقد رسالة لنظرائه بالجامعة على صفحته بالفيس بوك، بالأمس القريب أخذت من قسم الأدب والنقد مادة "العروض" وأسندت إلى قسم النحو والصرف، واليوم أخذت مادة "النقد القديم" وأسندت إلى قسم البلاغة والنقد.

 

وأضاف"جنيدى"، وغدًا ستؤخذ مادة النصوص ولكن ستكون محل نزاع إلى من تؤول إلى قسم "أصول اللغة" أم إلى قسم "النحو"، أم إلى قسم"البلاغة"، فكلٌ عنده الحجة لتدريسها من ناحية اللغة أو النحو أو البلاغة.

 

وقال الدكتور غانم السعيد عميد كلية الإعلام واللغة العربية بجامعة الأزهر سابقًا على صفحته بالفيس بوك، إن فكرة نقل مادة النقد الأدبي القديم من مقررات قسم الأدب والنقد إلى مقررات قسم البلاغة والنقد، فكرة تحتاج إلى مراجعة موضوعية تراعي تاريخ النقد الأدبي.

 

وأضاف، وطبيعة المصادر التي ألفت فيه، والخلفية العلمية والأدبية لكل مْؤلِّف، ثم قبل ذلك وبعده مصلحة الطالب سواء أكان في مرحلة الإجازة العالية أم الدراسات العليا.

 

كما أضاف، فإنه بالنسبة لمسمى المادة (النقد الأدبي القديم) يجعلها لا تدخل ضمن تخصص البلاغة، ثم إذا نظرنا إلى مؤلفي مصادر الأدب القديم فإن أغلبهم أدباء وشعراء.

 

ولفت، وجاءت رؤاهم النقدية في ضوء توجهاتهم الأدبية، فأحكامهم النقدية هي أحكام تراعي حدود الأدب وقواعده التي أسسوها وبنوا عليها نقدهم.

 

وقال من الممكن إن كانت هناك ضرورة ملحة لأن تكون هناك مادة للنقد القديم تضاف لمناهج قسم البلاغة وأن يتغير المسمى"النقد البلاغى" مثلًا على أن يتناول المنهج قضايا النقد المتصلة بالبلاغة إتصالًا وثيقًا.

 

وأضاف، ليسفيد طالب الأدب من النقد الأدبي القديم الذي لا يمكنه الاستغناء عنه، ويسفيد أيضًا طالب البلاغة من النقد البلاغي.

 

كما أضاف، أما أن يحرم أحدهما من دراسة النقد القديم فهذا نقص وبتر للعقلية العلمية عند الطالب في هذا الجانب.

 

وطالب الدكتور عبدالناصر عمر عضو اللجنة العلمية لترقية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر على صفحته الرسمية "فيس بوك"، جميع أقسام الأدب والنقد في كليات الجامعة بالوقوف صفًا واحدًا أمام انتزاع هذا المقرر من مكانه وبيته وأصالته.

 

وأضاف: وتذكروا جيدا أن مقررين أصيلين قد انتزعا من قسم الأدب"البيان النبوي" و"البيان القرآني"، وذهبا إلى كلية أصول الدين لتدرسهما في عقر دارنا.

 

كما أضاف، وتحولا إلى حديث وتفسير وطالبنا مرارًا وتكرارًا بتدريس"الرواية" و"الأجناس الأدبية"، في أقسام الأدب حتى بح صوتنا دون جدوى.

 

وأوضح أستاذ بكلية الدراسات العربية والإسلامية بنين بمحافظة قنا لـ"الوفد"، أن هذا الخلاف قديم بين قسمي "البلاغة والنقد" و"الأدب والنقد"على هذه المادة.

 

وأضاف: نشأ من أن قسم "البلاغة والنقد" ليس له من اسمه نصيب لأنه لا يضم في مقرراته مادة "النقد"، فأراد أساتذته أن تكون له مادة في مجال النقد، فأخذوا مادة النقد القديم من قسم الأدب.

 

كما أضاف، رغم أن المادة اسمها" النقد الأدبي" فهي لصيقة الصلة بقسم الأدب وهو أحق بها وكان يجب قبل أن تسند إلى قسم البلاغة أن تسمى مادة "النقد البلاغي".

 

وفي سياقٍ متصل، اعتمد الدكتور سلامة داود أستاذ البلاغة والنقد رئيس جامعة الأزهر، ما ذهبت إليه اللجنة المشار إليها في 17 أغسطس الماضى دون أخذ رأى أساتذة الأدب والنقد بالجامعة ليكون ساريًا فى العام الدراسى الجديد 2025/2026 .

 

وأسدل رئيس جامعة الأزهر اليوم الأحد، الستار على الأزمة بإعادة مادة النقد القديم لقسم الأدب والنقد، وإلغاء قرار مجلس الجامعة بإسناد مادة النقد القديم لقسم البلاغة والنقد والشُعب النظيرة رقم(719) لسنة 2025.