رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هدي النبي في الاستئذان.. تعلم الخُلق الرفيع من رسول الأمة

بوابة الوفد الإلكترونية

ألقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، الضوء على خلق نبوي شريف ورد في كتب السُّنة والسير، يؤذكد عظمة هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس، وحفظ حرماتهم، وتعليم الأمة آداب الاستئذان والدخول على البيوت.

 

رواية عبد الله بن بُسر رضي الله عنه

جاء في كتاب الشمائل الشريفة للإمام جلال الدين السيوطي وشرحه للإمام المناوي، عن الصحابي عبد الله بن بُسر رضي الله عنه قوله:«كانَ إذا أتى بابَ قومٍ لم يستقبل الباب من تلقاءِ وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلامُ عليكم، السلامُ عليكم» [رواه أبو داود].

 

شرح الرواية.. حكمة وستر

بيَّن العلماء أن هذا الهدي النبوي يحمل دلالات راقية:

(لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه): أي لم يقف أمام الباب مباشرة؛ خشية أن يقع بصره على ما لا يجوز النظر إليه داخل البيت.

(ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر): كان يقف جانبًا عند الزيارة أو العيادة أو قضاء حاجة، حفاظًا على خصوصية أهل البيت.

تكرار السلام: مرة لمن قد يكون عن يمينه، وأخرى لمن عن يساره، خاصة أن بيوت العرب في ذلك الزمن لم تكن لها ستور على الأبواب.

 

معاني خلقية عميقة

هذا التصرف النبوي يعكس:

حرص النبي على صون الحرمات، وعدم اقتحام خصوصيات الآخرين.

إرساء قاعدة الاستئذان بوصفها من مكارم الأخلاق.

تعليم الأمة أدب الدخول بقول السلام أولًا، امتثالًا لأمر الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً}.

 

الاستئذان في الإسلام.. أصل من أصول الأدب

أكّد الفقهاء أن الاستئذان من أهم الآداب الاجتماعية التي شرعها الإسلام لصيانة المجتمع من التجسس أو الاطلاع على عورات البيوت، مستشهدين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنما جعل الاستئذان من أجل البصر" [رواه البخاري ومسلم].

 

تجسد هذه السنن النبوية منهاج حياة متكامل، يعلّم المسلمين احترام خصوصيات الآخرين، ويدعوهم إلى التحلي بالأدب والذوق في التعامل اليومي، ليبقى المجتمع قائمًا على الرحمة، والستر، والتقدير المتبادل.