الأزهر يختتم البرنامج التثقيفي العقدي لمعلمي العلوم الشرعية بالغربية

اختتمت اليوم فعاليات البرنامج التثقيفي العقدي لمعلمي العلوم الشرعية بمنطقة الغربية الأزهرية، والذي نظمه المركز الأشعري بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية على مدار ثلاث دورات متتالية، استهدفت تدريب 450 معلمًا ومعلمة من مختلف الإدارات التعليمية، وذلك في إطار خطة الأزهر الشريف لترسيخ العقيدة الصحيحة، وتحصين الفكر، وتعزيز الانتماء للمنهج الأزهري الوسطي.

وقد عُقد البرنامج برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وفضيلة الدكتور حسن الشافعي رئيس مركز الإمام الأشعري، والشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أحمد شرقاوي رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم، وبمتابعة الدكتور مجدي السعيد بدوي رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الغربية الأزهرية، والدكتور محمد النشرتي مدير عام العلوم الثقافية ورعاية الطلاب، وإشراف الدكتور شريف سميح مدير إدارة التدريب التربوي بقطاع المعاهد، وأحمد جمال عضو إدارة العلاقات العامة بمشيخة الأزهر الشريف، والدكتورة رشا الرفاعي مدير إدارة التدريب التربوي بالمنطقة.

وشهدت الدورة الأولى طرح عدد من القضايا العقدية والفكرية المهمة، من أبرزها محاضرة الدكتور فريج المرلي حول قضايا عقدية من خلال حاشية البيجوري، والتي عرض فيها أبرز ما تميزت به من معالجات أصيلة للفهم الأزهري الوسطي، ومحاضرة أخرى تناولت التحديات الفكرية المعاصرة وكيفية تحصين المعلمين منها.

أما الدورة الثانية فقد تميزت بمشاركة نخبة من العلماء، حيث تحدث الدكتور إبراهيم عامر أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، عن المنهج الأزهري ودوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية، مستعرضًا جهود علماء الأزهر في ربط التفسير بالواقع، فيما ركز الدكتور إسماعيل الشنديدي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بطنطا، على قيمة التعددية المذهبية، مؤكدًا أن اختلاف المذاهب يمثل ثراءً علميًا وسعةً فقهية، وأن المنهج الأزهري يعزز هذا التنوع في إطار الوحدة الإسلامية.

وجاءت الدورة الثالثة والختامية لتتناول قضايا عقدية معاصرة، حيث حاضر الدكتور فريج المرلي حول قضايا عقدية في حاشية البيجوري، بينما تناول الدكتور محمد شعبان أستاذ الفلسفة الإسلامية، موضوع الإلحاد، محللًا أسبابه الفكرية والاجتماعية، ومؤكدًا دور المعلمين في توعية الطلاب ومواجهة هذه الظاهرة بالعلم والحوار الرشيد.

وقد أشاد المشاركون في البرنامج بما قدمه من محتوى علمي رصين، وبما أتاحه من مساحة للحوار والنقاش مع العلماء، مؤكدين أن هذه الدورات الثلاث مثّلت نقلة نوعية في رفع كفاءتهم العلمية والتربوية، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع الشبهات العقدية والفكرية، وتعميق انتمائهم للفكر الأزهري القائم على الوسطية والاعتدال.

واختُتم البرنامج بالتأكيد على استمرار عقد مثل هذه الدورات بجميع المناطق الأزهرية، دعمًا لرسالة الأزهر في بناء الإنسان، وحماية العقول من الانحرافات الفكرية، وصون الهوية الإسلامية في مواجهة التحديات المعاصرة.