رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

سورة الشرح.. رسالة أمل ودعم في حياة مليئة بالقلق

القرآن الكريم
القرآن الكريم

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن سورة الشرح تحمل بين آياتها دروسًا خالدة، ورسائل مطمئنة للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده، فهي سورة البشارة والطمأنينة، تجمع بين كشف الكرب، وغفران الذنب، ورفع القدر، والتبشير بيسرٍ بعد كل عسر.

 

شرح الصدر.. هبة ربانية للنبي 

قال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}، وقد تنوعت أقوال العلماء في تفسيرها:

شرح الله صدر النبي بالإسلام، كما قال ابن عباس.

ملأه الله حكمةً وعلمًا، كما ذهب الحسن.

منحه صبرًا واحتمالًا على أعباء الرسالة، كما ذكر عطاء.


فالآية تذكير بعظيم العطاء الإلهي، حيث أُعطي النبي سعة القلب ونور البصيرة ليتحمل أمانة الدعوة.

 

وضع الوزر.. مغفرة ووقاية

{وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ}، أي غفر الله للنبي ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وحماه قبل البعثة من الأدناس، وأسقط عنه ما لا يطيق من التكليف، في إشارة إلى عصمته ونقاء سيرته صلى الله عليه وسلم.

 

أثقال الظهر.. الرسالة والنعمة

{الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}، وقد اختلف المفسرون في معناها:

أثقل ظهره بالذنوب حتى غُفرت.

أو أثقل ظهره بأمانة الرسالة حتى بلّغها.

أو أثقل ظهره بالنعم حتى شكرها.


فهي تذكير بما مر به النبي من ابتلاءات جسام، وكيف خففها الله برحمته.

 

رفع الذكر.. مقام لا يضاهى

{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، أي أن الله رفع للنبي ذكره في الدنيا بالنبوة، وفي الآخرة بالشفاعة، وقرن اسمه مع اسمه في الأذان والصلاة، ليبقى ذكره خالدًا لا ينقطع.

 

اليسر مع العسر.. قاعدة إيمانية

قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.
وقد أكد المفسرون أن العسر واحد محدد، أما اليسر فمتعدد متجدد، لذلك قيل: "لن يغلب عسرٌ يُسرَين"، فجاء تكرار الآية تثبيتًا للنفوس، وبعثًا للأمل في قلوب المؤمنين، أن مع كل شدة فرجًا، ومع كل كربٍ مخرجًا.

 

الفراغ والنصب.. التوازن بين الدنيا والآخرة

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}، أي إذا فرغت من عملٍ فابذل جهدك في عبادة أخرى:

فإذا فرغت من الفرائض فانصب لقيام الليل، كما قال ابن مسعود.

وإذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء، كما ذكر الضحاك.

وإذا فرغت من الجهاد فانصب لعبادة ربك، كما ذهب الحسن وقتادة.

وإذا فرغت من أمر الدنيا فانصب في عمل الآخرة، كما قال مجاهد.


فالسورة ترسم منهج حياة متكامل: سعي في الدنيا، وعبادة في الليل، ودوام اتصال بالله.

 

التوجه إلى الله.. غاية المقصد

{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}، أي اجعل رغبتك وحرصك ونيتك خالصة لوجه الله، واطلب منه العون والنصر والهداية، فهو وحده المانح والناصر.

 

في الختام، سورة الشرح ليست مجرد كلمات تُتلى، بل هي نورٌ يبدد ظلام اليأس، تبعث الأمل في قلب كل مبتلى، وتؤكد أن بعد كل عسر يسرين، وأن الفرج قريب مهما اشتدت الكروب.