ماذا بعد؟!
حقق المنتخب المصرى «الفراعنة» فوزًا مهمًا ومستحقًا على نظيره الإثيوبى فى المباراة التى جمعتهما على أرضية استاد القاهرة الدولى، فى إطار تصفيات كأس الأمم الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، هذا الفوز لم يكن مجرد إضافة ثلاث نقاط فى رصيد الفراعنة، بل كان بمثابة دفعة معنوية قوية قبل المواجهة الحاسمة التى تنتظرهم.
وشهدت المباراة التى أُقيمت على استاد القاهرة، مظهرًا مشرفًا يليق باسم الكرة المصرية، فجاء الملعب فى أبهى صورة له من حيث تنظيم الجماهير وتأمين المداخل، بالإضافة إلى حالة أرضية الملعب التى كانت ممتازة، هذا المشهد الحضارى بمثابة رسالة واضحة للعالم بأن مصر قادرة على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية، وأنها تمتلك بنية تحتية قوية.
لكن المنظر المخيب للآمال هو قلة وجود الجماهير واحتشادها فى المدرجات، دومأ نؤكد أن اللاعب رقم ١٢ هو المشجع المصرى، وأن استاد الرعب لم يكتمل أركان جماله إلا باحتشاد كافة أرجائه بالعلم الوطنى من الجماهير الغفيرة المحتشدة فى حب كرة القدم المصرية.
من الناحية الفنية، اعتمد حسام حسن فى مباراة إثيوبيا على الضغط العالى منذ البداية، بهدف حرمان الخصم من بناء الهجمات والخروج بالكرة من مناطقه الدفاعية، بالتالى أثمر هذا الضغط عن خلق العديد من الفرص، وإن كانت الفعالية الهجومية لم تكن فى أفضل صورها، حيث أهدر اللاعبون عددًا كبيرًا من الفرص المحققة.
رغم ذلك، تمكن الفراعنة من تسجيل هدفين من ركلتى جزاء، مما يعكس الأداء الجيد فى الهجوم واختراق دفاعات الخصم، حيث شهدت المباراة تألقًا لبعض العناصر، مثل محمود تريزيجيه الذى كان له دورا كبيرا فى الهجوم وتناغم أدواره مع عمر مرموش.
بعد هذا الفوز، يتجه المنتخب المصرى بكل قوته وتركيزه نحو المواجهة الأهم فى مشواره، وهى المباراة الفاصلة أمام منتخب بوركينا فاسو، والتى ستقام اليوم الثلاثاء، هذه المباراة ليست مجرد لقاءً عاديا، بل هى بوابته نحو المونديال العالمى، وحلم الصعود الذى ينتظره ملايين المشجعين المصريين.
ويخطط العميد حسن لتحضير لاعبيه للمواجهة المرتقبة من الناحية البدنية والذهنية، خاصة وأن المباراة ستكون حاسمة لتأكيد التأهل للمونديال، وقد درس المدير الفنى نقاط القوة والضعف لدى منتخب بوركينا فاسو، خاصة بعد مباراتهم الأخيرة، بهدف وضع الاستراتيجية المناسبة التى تضمن للفراعنة تحقيق نتيجة إيجابية خارج الديار، ورغم صعوبة المباراة، فإن الجماهير المصرية تثق فى قدرات حسام حسن ولاعبيه على تحقيق الفوز وقيادة المنتخب إلى المونديال.