فيلم صوت هند رجب ينتزع الأسد الفضي في مهرجان البندقية
حاز الفيلم التونسي صوت هند رجب للمخرجة كوثر بن هنية على جائزة الأسد الفضي في الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وذلك بعد عرضه الذي ترك أثرًا عميقًا في نفوس الحاضرين، وحرّك مشاعر الملايين حول العالم
قصة حقيقية تهز الوجدان
يستند الفيلم إلى وقائع مؤلمة من حرب غزة الجارية، ويروي القصة الحقيقية للطفلة الفلسطينية هند رجب ذات الخمسة أعوام، التي لقيت مصرعها برفقة أفراد عائلتها داخل سيارة استُهدفت بالرصاص خلال العدوان الإسرائيلي في يناير 2024
ويستلهم الفيلم مادته من تسجيلات صوتية وثّقت مكالمة الطفلة مع الهلال الأحمر الفلسطيني استمرت لأكثر من ثلاث ساعات بينما كانت محاصرة داخل المركبة، محاولة النجاة وسط نيران الحرب.
وبعد 12 يومًا من الانتظار والخذلان، لفظت الطفلة أنفاسها الأخيرة في مشهد صادم لا يزال يترك أثره حتى اليوم
سينما إنسانية تواجه الرعب
مدير المهرجان ألبرتو باربيرا كان قد توقّع أن يكون الفيلم أحد أبرز لحظات «الموسترا»، وقد صدقت التوقعات، إذ تحوّل العرض إلى مناسبة إنسانية تجاوزت الفن، ليصبح «صوت هند رجب» شهادة سينمائية على المأساة المستمرة في غزة، ومساحة للضمير العالمي كي يتأمل عجزه
تفاعل واسع ورسائل تضامن في شوارع ليدو
تزامن عرض الفيلم مع رسالة مفتوحة وجهها عشرة من كبار المخرجين الإيطاليين ضمن مبادرة «البندقية من أجل فلسطين»، أدانوا فيها العدوان الإسرائيلي.
كما شهدت شوارع جزيرة ليدو مظاهرات تضامنية ضخمة، وظهر عدد من النجوم العالميين على السجادة الحمراء وهم يرتدون شارات دعم ويرفعون لافتات تطالب بوقف الحرب
جوائز وتنافس رغم الأضواء السياسية
وفيما حصد الفيلم الأمريكي «أب، أم، أخت، أخ» للمخرج جيم جارموش جائزة الأسد الذهبي، بقي «صوت هند رجب» أكثر الأعمال جذبًا للأنظار، بفضل قوته العاطفية ورسائله المباشرة. ومن بين 21 فيلمًا في المسابقة، برزت أعمال كـ«ساحر الكرملين» و«فرانكشتاين» لغييرمو ديل تورو، لكنها لم تنجح في إزاحة الفيلم التونسي عن صدارة النقاش الإنساني في المهرجان