رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خطبة الجمعة

(مولد الهادى البشير صلى الله عليه وسلم)

بوابة الوفد الإلكترونية

حدَّدت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة، بعنوان: «مولد الهادى البشير صلى الله عليه وسلم».

وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف 

من هذه الخطبة هو التوعية بمكانة النبى صلى الله عليه وسلم وفضله على أمته، وأن ميلاده صلى الله عليه وسلم هو ميلاد جديد للخير فى الإنسانية.

الحمدُ للهِ الذى أنارَ الوجودَ بطلعةِ خيرِ البريةِ، قمرِ الهدايةِ وكوكبِ العنايةِ الربانيةِ، مصباحِ الرحمةِ المرسلةِ، وشمسِ دينِ الإسلامِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا وتاجَ رؤوسِنا وبهجةَ قلوبِنا وقرةَ أعينِنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، مَن تولاهُ مولاهُ بالحفظِ والحمايةِ والرعايةِ السرمديةِ، وأعلىَ مقامَهُ فوقَ كلِّ مقامٍ، وشرَّفَ أمتَهُ علَى الأممِ السّابقةِ القبليةِ، فنالتْ بهِ درجةَ القربِ والسعادةِ والاحترام، وأنزلَ تشريفها فى محكمِ الآياتِ القرآنيةِ، حيثُ قالَ تعالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بالله}، وبعدُ:

فإِنَّمَا تشرفُ الأوقاتُ وتسمُو اللحظاتُ بقدرِ ما تجلَّىَ اللهُ فيها على عبادِه من عطايا ونفحاتٍ، ولكنْ تبقَى أعظمُ لحظاتِ الكونِ تلكمُ اللحظةُ اللطيفةُ التى فاضتْ فيها معانيَ الجودِ الربانيِّ والعطاءِ الإلهىِ، فأذنَ اللهُ فيها لشمسِ الهدايةِ الربانيةِ أنْ تُشرقَ، ولدرَّةِ تاجِ الجنسِ البشريِّ أنْ تَتلألأَ، من هنا كان الاحتفالُ بالمولدِ النبويِّ الشريفِ الذى قال الحافظُ السخاوىُّ رحمه الله عنهُ: «لوْ لم يكن فيه إلا إرغامُ الشيطانِ وسرورُ أهلِ الإيمانِ منَ المسلمينَ لكفَى، ما زال أهلُ الإسلامِ مِن سائرِ الأقطارِ والمدنِ يعملُونَ المولدَ ويتصدقونَ فى لياليهِ بأنواعِ الصدقاتِ، ويعتنون بقراءةِ مولدِهِ الكريمِ، ويظهر عليهم من بركاتِه كلُّ فضلٍ عميمٍ».

إنهُ ذلكمُ اليومُ الأغرُّ البهيجُ الذى وُلدَ فيهِ الجنابُ المحمديُّ الشريفُ، وأشرقتْ فيهِ شمسُ النبوةِ، فملأتِ الوجودَ صفاءً ونقاءً، وكستِ الأرضَ بهاءً وجمالًا، فالكونُ فى انتظارِ تشريفِ مَن قال اللهُ فى حقّهِ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.

أبانَ مولدُهُ عن طيبِ عنصرِهِ * يا طيبَ مبتدأ منهُ ومختتمِ

أيها المحبُّ لنبيِّك صلَّى الله عليهِ وسلّم، فى هذا الشهرِ الميمونِ المفخمِ برزَ إلى الدُّنيا منبعُ السعاداتِ، وعينُ الفيوضاتِ، ومعدنُ التجلياتِ، رمزُ الهدايةِ، وينبوعُ الفضائلِ، صاحبُ المقامِ المحمودِ، والحوضِ المورودِ، واللواءِ المعقودِ، والشفيعُ فى اليومِ المشهود، بعثه اللهُ سبحانه وتعالى على حين فترةٍ من رسلِه، فجدَّد به عهدَ الأرضِ بالسماءِ، وفتحَ بحضرتِه بابًا من أبوابِ الوصلِ بالموْلى لا ينقطع أبدًا، فكانَ للخلقِ نورًا ورحمةً، وعنايةً ولطفًا وبركةً، فرفع اللهُ قدرَه، وشرح صدرَه، وأعلى ذكرَه، وجمَّل به ختمَ الرسالةِ، فما أجملَ هذا الوصفَ البديعَ من اللسانِ المحمدىِّ الشريفِ: «مَثَلى ومثلُ الأنبياء منْ قَبلى كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاويةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟ قال: فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ».