خبير مقاومة الإرهاب الدولي: إسرائيل تعاني من "غباء تكتيكي" في عملياتها بغزة

قال العقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، إن استدعاء إسرائيل لـ60 ألفًا من قوات الاحتياط لا يُعد رقمًا كبيرًا بالنظر لطبيعة القتال داخل المدن، الذي يتحول غالبًا إلى شكل من أشكال حرب العصابات، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يفضل المواجهة المباشرة.
وأوضحخبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، خلال حواره ببرنامج "مساء دي ام سي"، مع الاعلامية دينا عصمت، المذاع على قناة دي ام سي، أن إسرائيل تسعى إلى حشد هذه القوات لأن الحروب لا تُحسم بالضربات الجوية فقط، رغم أن معظم هجماتها حتى الآن كانت من الجو، لافتًا إلى أن فكرة الاجتياح البري تظل العقبة الرئيسية أمام الجيش الإسرائيلي.
وأضاف خبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث عن أي نصر عسكري يحقق وعوده السابقة عبر فرض السيطرة على الأرض في غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تستهدف المواقع الاستراتيجية داخل القطاع.
وأكد خبير مكافحة الإرهاب أن إسرائيل تعاني من "غباء تكتيكي"، وهو ما ظهر جليًا في الكمين الأخير الذي نفذته حركة حماس ضد القوات الإسرائيلية، حيث نجحت الحركة في استغلال الطبيعة المفتوحة للأرض ونفذت كمينًا متعدّد المحاور أوقع خسائر ملحوظة، كما كشف أن الجيش الإسرائيلي فعّل ما يُعرف بـ"بروتوكول هانيبال" خلال الكمين الأخير، حيث جرى اللجوء إلى القتل لمنع وقوع جنود أسرى في قبضة حماس.
أكد جهاد حرب، مدير مركز ثبات للبحوث، أن السياسات الإسرائيلية الحالية تجاه الضفة الغربية ليست جديدة، بل تعكس توجهاً قديماً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي عبّر عن نواياه منذ ولايته الأولى عام 1996، عندما صرّح في كتابه بأن الأرض الممتدة من النهر إلى البحر هي دولة إسرائيل.
وأضاف مدير مركز ثبات للبحوث في تصريحات مع الإعلامي كمال ماضي، مقدم برنامج "ملف اليوم"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو يعمل بشكل منهجي على إفراغ هذه الأرض من أي وجود سياسي فلسطيني، وإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة، وعلى رأسها اتفاقات أوسلو، في محاولة واضحة لإنهاء الكيانية السياسية للفلسطينيين.
استكمال لمشروع استعماري بدأ منذ عقود
وتابع مدير مركز ثبات للبحوث أن ما يقوم به نتنياهو اليوم هو استكمال لمشروع استعماري بدأ منذ عقود، مشيراً إلى أن الأخير يطمح لتأسيس ما يُعرف بـالدولة الثانية لإسرائيل، على غرار ما فعله بن جوريون عام 1948.
وقال إن هذا التوجه يتقاطع مع تحالفه الأيديولوجي والاستراتيجي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يعزز من اندفاعه نحو فرض الأمر الواقع، خصوصاً عبر التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي.
واستشهد بمصادرة 450 دونماً من أراضي الضفة الغربية مؤخراً، كدليل على تلك السياسة الممنهجة لتقطيع أوصال الضفة الغربية.