الإسكندرية تلبس الحداد.. غرق طالبات يجهض عطلة الصيف والأمواج تفرض إغلاق الشواطئ

تعيش مدينة الإسكندرية أجواء غير مسبوقة من الحزن والصمت بعد غرق 6 طالبات في شاطئ أبو تلات بالعجمي وقرار السلطات إغلاق الشواطئ جميعها بسبب أمواج مرتفعة وظروف بحرية استثنائية.
الإسكندرية تلبس الحداد بعد غرق طالبات وإغلاق الشواطئ بالكامل
تلبس الإسكندرية الحداد عقب حادث مأساوي وقع على شاطئ أبو تلات بالعجمي في أغسطس 2025 حيث تحولت رحلة صيفية لمجموعة من طلاب أكاديمية الضيافة الجوية إلى كارثة إنسانية بعد أن باغتتهم أمواج البحر العاتية
وأسفرت عن غرق 6 طالبات وإصابة 24 آخرين بينما هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى مستشفيات العجمي والعامرية وبدأت السلطات تحقيقات عاجلة لتحديد المسؤوليات

تفاصيل الحادث المأساوي
وقع الحادث في ذروة الإجازة الصيفية حينما توافد الطلاب للاستمتاع بيوم على الشاطئ لكن الأمواج العالية باغتت المجموعة وسط تحذيرات مرفوعة مسبقا حيث وضعت الرايات الحمراء التي تعلن خطورة السباحة ومع ذلك تجاهل بعض المصطافين التعليمات مما أدى إلى تضاعف الخسائر
وتشير المصادر إلى أن 16 سيارة إسعاف تحركت بشكل فوري لنقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في حين أعلن مسؤولو الصحة أن معظم الإصابات تنوعت بين اختناقات مائية وإجهاد شديد نتيجة محاولات النجاة.

قرار الإغلاق الشامل للشواطئ
في أعقاب الحادث اتخذت محافظة الإسكندرية قرارا غير مسبوق بإغلاق جميع الشواطئ للمرة الأولى خلال موسم الصيف بعد دخول ما يعرف بملتم أغسطس وهي فترة موسمية تتسم بارتفاع الأمواج التي تراوحت هذه المرة بين مترين وثلاثة أمتار ونصف مع اضطرابات بحرية حادة دفعت الأجهزة المعنية إلى منع أي نزول للبحر حتى إشعار آخر وجرى التأكيد على انتشار فرق إنقاذ ومفتشين لمتابعة الالتزام بالتحذيرات مع التشديد على أن القرار احترازي لحماية الأرواح وأن رفعه مرهون بعودة الاستقرار للظروف البحرية.

البعد البيئي والأزمة المستمرة
حادث شاطئ أبو تلات لم يكن سوى حلقة في سلسلة أوسع من التحديات التي تواجهها الإسكندرية جراء التغير المناخي إذ تعاني المدينة منذ سنوات من تآكل مستمر في شواطئها وارتفاع منسوب مياه البحر ما تسبب في انهيار قرابة 40 مبنى سنويا بعدما كان المعدل لا يتجاوز مبنى واحد قبل عقد إضافة إلى تراجع خط الساحل بمعدل ثلاثة أمتار ونصف سنويا وهو ما يشكل تهديدا متزايدا للحياة العمرانية والبنية التحتية.

جهود حكومية لحماية الساحل
أقرت الحكومة المصرية خطة متكاملة للتعامل مع الأزمة عبر إنشاء 9 حواجز بحرية لحماية الشواطئ وإعادة توزيع الكتل السكانية في المناطق الأكثر عرضة للخطر، وأن هذه الإجراءات تهدف لحماية الإسكندرية على المدى البعيد من المخاطر المناخية المتصاعدة
ويظل الحادث المأساوي رسالة واضحة بأن الإسكندرية تلبس الحداد ليس فقط على ضحايا شاطئ أبو تلات بل أيضا على حاضرها المهدد ومستقبلها الذي يتطلب تكاتفا بين الدولة والمجتمع من أجل حماية الأرواح والحفاظ على تراث المدينة العريق.