رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

وداعًا "تايب باد".. منصة التدوين العريقة تُغلق أبوابها نهائيًا

تايب باد Typepad
تايب باد Typepad

 في خطوة تُنهي حقبة من تاريخ التدوين الإلكتروني، أعلنت خدمة تايب باد (Typepad) – التي وُلدت في العام نفسه الذي انطلقت فيه منصة ووردبريس – عن إيقاف خدماتها بشكل نهائي اعتبارًا من 30 سبتمبر المقبل. 

 القرار الذي وصفه فريق العمل بأنه "صعب"، أثار موجة من الحنين لدى المدونين القدامى الذين عرفوا هذه المنصة في بداياتها الذهبية، قبل أن تخفت شعبيتها تدريجيًا أمام منافسها الأشهر، ووردبريس.

 بداية قوية وتراجع أمام العملاق ووردبريس:

 انطلقت تايب باد في أوائل الألفية، وحققت انتشارًا واسعًا بين المدونين والصحف الرقمية، حيث اعتمدت عليها مواقع إلكترونية كبرى كواجهة خلفية لإدارة محتواها. حتى أنها أطلقت تطبيقًا خاصًا بها عام 2008 في محاولة لمواكبة التطور التقني، لكن هذه الخطوة لم تكن كافية لمجاراة النمو المتسارع لووردبريس، الذي تمكن من ترسيخ مكانته كخيار أول للتدوين وإدارة المحتوى عبر الإنترنت.

 ورغم أن تايب باد ظلت صامدة أمام موجة المنافسة لسنوات، فإنها فقدت بريقها تدريجيًا. وفي عام 2020، توقفت المنصة عن قبول اشتراكات جديدة، مكتفية بخدمة العملاء القدامى الذين ظلوا متمسكين بها كمنصة موثوقة لإدارة مدوناتهم.

 حتى وقت قريب، لم يكن أحد يتوقع هذا القرار. ففي مارس الماضي، أكد فريق تايب باد لأحد المستخدمين أنهم مستمرون في دعم عملائهم الحاليين، ولا نية لديهم لإيقاف الخدمة. لكن الواقع تغيّر بسرعة، ليأتي إعلان الإغلاق بمثابة صدمة صغيرة، حتى وإن كان تأثيره محدودًا بحكم تراجع قاعدة مستخدمي المنصة.

 ابتداءً من 30 سبتمبر، لن يتمكن المستخدمون من تسجيل الدخول إلى حساباتهم أو إدارة مدوناتهم أو الوصول إلى أي محتوى مرتبط بالخدمة. وسيتم تعطيل كل شيء بشكل نهائي، ما يعني أن تايب باد ستختفي من المشهد الرقمي تمامًا.

 أوضحت الشركة أن أمام المستخدمين مهلة حتى موعد الإغلاق النهائي لتصدير محتوياتهم. وسيكون بإمكانهم الحصول على نسخة من مدوناتهم بتنسيق خاص يدعم الاستيراد في ووردبريس، ما يسهل عملية الانتقال إلى المنصة المنافسة التي تستحوذ حاليًا على النصيب الأكبر من سوق إدارة المحتوى عالميًا.

 ولم تغفل تايب باد عن حقوق عملائها المالية، حيث أعلنت أنها ستوقف تحصيل رسوم الاشتراكات اعتبارًا من 31 أغسطس. وإذا كان أي مستخدم قد دفع مؤخرًا مقابل الخدمة، فإن الشركة ستعيد له جزءًا من المبلغ بشكل نسبي إلى وسيلة الدفع المسجلة في حسابه.

 قد يبدو أن إغلاق تايب باد لن يُحدث ضجة كبيرة في ظل قلة عدد مستخدميها الحاليين، لكن أهمية هذا القرار تكمن في رمزيته. فالمنصة مثلت في وقت من الأوقات حجر أساس في مشهد التدوين الرقمي، وساهمت في فتح الطريق أمام المدونين المستقلين والصحف الصغيرة لبناء وجودهم على الإنترنت.

 اليوم، ومع صعود منصات إدارة المحتوى الحديثة مثل ووردبريس، بلوجر، ومتوسط (Medium)، أصبحت تجربة التدوين أكثر تنوعًا ومرونة. ومع ذلك، يبقى لتايب باد مكانة خاصة في ذاكرة من عرفوها كواحدة من أولى المنصات التي ساهمت في تشكيل مفهوم التدوين الشخصي والمهني على الإنترنت.

 إغلاق تايب باد يذكرنا بأن عالم التكنولوجيا لا يعرف الثبات، وأن المنصات مهما كانت قوية في بدايتها قد تواجه صعوبة في مواكبة التطور والمنافسة الشرسة. ورغم أن المنصة ستغيب رسميًا عن الساحة، إلا أن أثرها سيبقى حاضرًا كجزء من تاريخ الإنترنت، وكنقطة بداية لجيل كامل من المدونين الذين خطوا أولى تجاربهم على صفحاتها.

 بذلك، يُسدل الستار على قصة Typepad، المنصة التي وقفت جنبًا إلى جنب مع ووردبريس في بداية الطريق، لكنها اختارت في النهاية أن تترجل بهدوء، تاركة المجال لمنافسها الأقوى ليستمر في قيادة عالم التدوين الرقمي.