هل النوم على جنابة يورث الفقر؟.. دار الإفتاء توضح

يثير سؤال "هل النوم على جنابة يورث الفقر؟" جدلًا بين الناس، حيث يتداوله البعض دون تحقق من صحته، ما يثير الحيرة حول موقف الشرع من هذه المسألة، وهل النوم على جنابة محرَّم شرعًا أم لا، دار الإفتاء المصرية أجابت بشكل واضح، موضحة الحكم الصحيح وما ورد في السنة النبوية.
حكم تأخير الغسل من الجنابة
قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تأخير الغسل من الجنابة بحيث يؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها حرام شرعًا، ويستحب الإسراع بالغسل خروجًا من الخلاف واتباعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
واستشهد وسام بالحديث الذي رواه الإمامان أبو داود والنسائي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا كلب ولا جنب».
وأوضح أن المقصود بالجنب هنا هو من يتهاون في أمر الغسل ويتخذه عادةً بحيث يترتب عليه ضياع الصلاة عن وقتها. ونقل عن العلامة السندي في حاشيته على سنن النسائي (1/141) قوله:إن المراد بالملائكة هنا ملائكة الرحمة والبركة، وليس الحفظة الذين لا يفارقون ابن آدم في جميع أحواله، وأن المقصود بالجنب هو من اعتاد ترك الغسل حتى يضيع معه حق الله.
هل يجوز النوم على جنابة؟
وفي سياق متصل، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للجنب – رجلًا كان أو امرأة – النوم دون اغتسال، وإن كان الأفضل له أن يسارع إلى الغسل.
وأضاف شلبي في تصريحات سابقة أن من لم يغتسل، فالأفضل أن يتوضأ قبل النوم، وإن لم يغتسل ولم يتوضأ فلا وزر عليه، بشرط أن يكون قد أدى الصلوات المفروضة قبل ذلك، وألا يترتب على نومه فوات صلاة أخرى.
وأكد أن النوم على جنابة في هذه الحالة لا يترتب عليه إثم ولا حرمة، لكنه يخالف الأفضل والأكمل الذي أوصى به الشرع الشريف.
الخلاصة: لا علاقة بين النوم على جنابة والفقر
خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن الاعتقاد بأن النوم على جنابة يورث الفقر لا أصل له في الشرع، وأن الأحكام تدور حول أداء الصلوات في وقتها وعدم التهاون في الغسل إذا ترتب عليه ترك واجب. أما ما يروَّج من ربط الأمر بالفقر أو الرزق، فهو من الخرافات الشعبية التي لا سند لها من الدين.