رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

سبيس إكس تنجح في اختبارها العاشر لمركبة ستارشيب وتحقق إنجازًا غير مسبوق

 سبيس إكس
سبيس إكس

بعد سلسلة من التأجيلات بسبب الظروف الجوية ومشكلات تقنية متكررة، أعلنت شركة سبيس إكس نجاحها في إطلاق مركبة ستارشيب في رحلتها التجريبية العاشرة، محققة خطوة مهمة في مسار تطوير أضخم صاروخ فضائي في العالم.

 ويُعد هذا الإنجاز الأول من نوعه بعد محاولات سابقة انتهت بالفشل أو الانفجار، ما يجعل التجربة الجديدة علامة فارقة في تاريخ الشركة الطموحة التي يقودها إيلون ماسك.

شهدت الاختبارات السابقة لـ "ستارشيب" تحديات صعبة. ففي الرحلتين السابعة والثامنة، انفجرت المركبة أثناء مرحلة الصعود، بينما وصلت إلى الفضاء في الرحلة التاسعة لكنها فشلت في نشر حمولتها الصناعية التجريبية. وزاد الوضع تعقيدًا حين انفجرت إحدى المركبات في يونيو الماضي على الأرض أثناء التحضير للاختبار العاشر، ما أثار تساؤلات حول جاهزية المشروع. لكن هذه المرة، أثبتت سبيس إكس قدرتها على التعلم من أخطائها عبر إدخال تحسينات واسعة على التصميمين السفلي والعلوي للمركبة.

استعانت الشركة في هذه التجربة بمرحلة علوية معدلة تُعرف باسم "شيب"، بالإضافة إلى إدخال تعديلات على المعزز الضخم Super Heavy. وكان الهدف من الاختبار لا يقتصر على بلوغ الفضاء فقط، بل شمل أيضًا تجارب معقدة على المعزز، مثل تغيير تشكيلات المحركات أثناء العودة وتنفيذ حركات انقلابية للتحكم في المسار.

 وبسبب الطبيعة التجريبية، لم تحاول الشركة التقاط المعزز بواسطة الأذرع الضخمة المثبتة على برج الإطلاق، بل تركته يهبط بشكل متحكم فيه في المحيط الهندي، حيث انفجر فور ملامسته سطح الماء.

 نشر أقمار صناعية وهمية

من بين الأهداف الرئيسية لهذا الإطلاق الناجح، اختبار قدرة المرحلة العليا من ستارشيب على نشر حمولة في الفضاء. وبعد نحو 20 دقيقة من الإقلاع، تمكنت المركبة من إطلاق ثمانية أقمار صناعية وهمية من طراز "ستارلينك"، في خطوة تُعد الأولى من نوعها ضمن رحلات الاختبار. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أعادت المركبة إشعال أحد محركاتها أثناء الطيران، في اختبار إضافي لأنظمة الدفع، قبل أن تبدأ رحلة العودة إلى الأرض وتنتهي بهبوط محكوم في المحيط الهندي بعد أكثر من ساعة على الإطلاق.

عبر البث المباشر، وصف دان هوت، أحد مهندسي الشركة، اللحظة بأنها "إنجاز بعد عام طويل"، في إشارة إلى غياب التجارب الناجحة خلال الفترة الماضية. وأضاف أن الاختبار العاشر يمثل بداية مرحلة جديدة من تطوير ستارشيب، حيث أصبح لدى الفريق الآن بيانات عملية أكثر دقة تساعد على تحسين التصميم وتعزيز معايير الأمان.

على الرغم من النجاح الكبير، لا يزال أمام سبيس إكس تحديات ضخمة. فالمركبة لم تُختبر بعد في استعادة مرحلتها العليا بشكل كامل، وهو الهدف الأسمى الذي تسعى الشركة لتحقيقه لضمان أن تصبح ستارشيب قابلة لإعادة الاستخدام بصورة كاملة، الأمر الذي سيُحدث ثورة في اقتصاديات الفضاء ويخفض تكلفة الرحلات بشكل غير مسبوق.

يمثل هذا الإنجاز خطوة محورية ليس فقط لمشروعات سبيس إكس التجارية مثل إطلاق أقمار ستارلينك، بل أيضًا لطموحات الشركة بعيدة المدى في استكشاف الفضاء العميق، وعلى رأسها إرسال بعثات مأهولة إلى القمر والمريخ. وبنجاح الاختبار العاشر، باتت ستارشيب أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هذه الأهداف، رغم أن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات التقنية واللوجستية.

في النهاية، أثبتت التجربة العاشرة أن المثابرة والتجريب المستمر هما السبيل لتحقيق التقدم في قطاع الفضاء. وبينما تستعد سبيس إكس للمزيد من الاختبارات، يظل العالم يترقب كيف ستغير ستارشيب مستقبل السفر إلى ما وراء الأرض.