كاريزما
<< أسعدنى عرض مسرحية (الاختيار) لفرقة كلية هندسة عين شمس فوق مسرح كلية البنات بمصر الجديدة. تألق الفنانون الشباب فى تقديم عرض استعراضى متطور يجمع ما بين الغناء والرقص الإيقاعى والتمثيل الحديث ذات الإيقاع السريع المبهر؛ العرض معطاء فهو مستوحى من فيلم الاختيار ليوسف شاهين؛ لكن ذكاء المخرج وهو من أعد الحوار المسرحى أيضًا؛ أنه اعتمد على الحركات السريعة ما ساعد على تقبل عمل فنى المفترض أنه معقد.
<< فى عام ١٩٧١ فوجئ الوسط الفنى بفيلم آثار جدلًا ليوسف شاهين؛ وهذا الجدل يحدث منذ بدأ شاهين أول أفلامه.. المهم أن فيلم الاختيار الذى صار علامة إبداعية لكل من شارك فيه؛ من النجوم فالفيلم شارك فى أكثر من مهرجان عربى وعالمى. قصة الفيلم كتبه نجيب محفوظ وكتب شاهين السيناريو والحوار إلى جانب الإخراج السينمائى.
<< بالنسبة للاختيار الجديد فقد تألق الممثل الشاب مينا مدحت فى دور البطولة؛ والذى أداه منذ أربع وخمسين عامًا الفنان الكبير عزت العلايلى. وبرغم صعوبة المقارنة؛ فإننى أؤكد أن الشاب مينا كان بارعًا فى الأداء الذى جمع بين سرعة وشبابية التمثيل وبين إتقان الالتزام بالنص وحساسية الانتقال من شخصية مزدوجة.
<< قصة الاختيار تركز على شخصية (سيد) كاتب مشهور تسلق الهرم الاجتماعى والسياسى باحثًا عن المزيد؛ متزوج من شريفة؛ ويستعدان للسفر إلى الخارج للعمل فى هيئة الأمم المتحدة؛ لكنه يقرأ فى إحدى الجرائد خبر مقتل توأمه فيؤجل سفره وتبدأ أحداث الاتصال بالشرطة للبحث عن قاتل أخيه ومع استمرار البحث تشك الشرطة فى سيد نفسه.
<< قدم بطل المسرحية مينا مدحت هذا التعقيد الدرامى ببساطة وسلاسة هذه البساطة قادها المخرج محمود جراتسى ببراعة.
الديكور تصميم صلاح عباس.. كان يعتمد على الاندماج بالنص فكان أمينا مقنعًا ومعه تصميم الملابس لهدى عاطف.. الممثلة نور حسن أجادت دور بهية المعلمة بتلقائية وذكاء وقدم جورج عصام دور الكاتب بتقمص واقتدار ومعه مريم باريس التى قدمت دور الرسامة؛ وقدم مصطفى حسين دور الضابط المحقق بوعى.. غناء سلمى عبدالرازق كان راقيًا مبدعًا، الإضاءة لأحمد طارق كانت ناجحة.
والحقيقة أن جميع المشاركين نجحوا باقتدار وثقة. تجعل المسرحية قيمة بحيث يمكنها أن تشارك فى فعاليات ومهرجانات متخصصة.