رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

4 معايير للتربية الأخلاقية في الإسلام.. درع يحمي من الاغتراب

بوابة الوفد الإلكترونية

في زمن تتقاذفه رياح العولمة وتسعى فيه قوى مختلفة إلى فرض معايير موحدة للقيم والسلوكيات، يبرز الصوت الإسلامي الأصيل ليؤكد أن التربية الأخلاقية ليست مجرد إطار اجتماعي أو سلوكيات وقتية، بل هي رسالة إنسانية شاملة تحمل في طياتها غاية أسمى تتجاوز حدود الدنيا إلى ما بعد الموت.

الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أوضح أن التربية الأخلاقية في الإسلام تهدف أولًا إلى إصلاح ما بين العبد وربه، سريرته وعلانيته، ثم تكوين رقيب ذاتي داخلي يجعل المسلم يراقب نفسه في السر والعلن. وهي بهذا المفهوم ترتبط بالوجدان والضمير أكثر من ارتباطها برقابة المجتمع أو القانون.

أهداف شاملة تميزها عن غيرها

يرى جمعة أن الأخلاق في الإسلام تقوم على عدة ركائز أساسية:

تقوية إرادة الفرد وإحساسه بالمسؤولية الذاتية في تهذيب غرائزه.

ترقية السلوك الإنساني وترشيده بما يتناسب مع القيم العليا.

غرس الشعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه الجماعة، وصولًا إلى تكوين مجتمع فاضل.

تحقيق السعادة الكاملة للمسلم: سعادة دنيوية عبر حياة كريمة للفرد داخل الجماعة، وسعادة أخروية عبر نيل المغفرة والرضوان والجنة.


وهذا ما يميز التربية الأخلاقية الإسلامية عن المفهوم الغربي الذي يقف عند حدود الدنيا فقط دون اعتبار للآخرة.

معيار منضبط.. في مواجهة فوضى القيم

يشدد جمعة على أن مراعاة البعث والحساب الأخروي يمنح الأخلاق الإسلامية معيارًا ثابتًا وواضحًا، فلا يظل الفعل الأخلاقي خاضعًا لأهواء البشر أو لتغيرات الثقافات.
في المقابل، يرى أن النموذج الغربي الذي يحاول فرض نفسه عبر العولمة، يجعل المعيار الأخلاقي متقلبًا: مرة يستند إلى عقل الإنسان، وأخرى إلى ثقافة المجتمع، مما يفتح الباب أمام سيطرة الأقوياء وفرض أنماطهم الخاصة حتى لو كانت فاسدة.

خطر الاغتراب الثقافي

يحذر جمعة من أن هذه السيطرة قد تؤدي إلى طمس هوية الشعوب النامية، فتُمحى شخصياتها وتُصبح ضحية للاغتراب الثقافي والتمزق الاجتماعي. ولهذا فإن الإسلام يقدم نموذجًا متوازنًا يحفظ للإنسان كرامته، ويصون للأمة أصالتها، ويضمن بقاء الأخلاق في موضعها الأصيل: أداة للبناء لا للهدم.

في ضوء هذه الرؤية، تبدو التربية الأخلاقية الإسلامية ليست مجرد منهج تربوي بل مشروع حضاري متكامل؛ مشروع يصون الإنسان من الداخل ويصوغ المجتمع على أسس من الفضيلة والعدل، في مواجهة عالم تتنازعه الأهواء والمصالح.