رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

طارق الشناوي يكشف الفرق بين أنغام وأبناء جيلها

بوابة الوفد الإلكترونية

قال  طارق الشناوي، خلال مداخلة هاتفية له في برنامج "تفاصيل" مع الإعلامية نهال طايل عبر قناة صدى البلد، حيث تحدث باستفاضة عن مسيرة أنغام وما يميزها عن غيرها من أبناء جيلها، أن وجود أنغام داخل بيت فني يعد "أكبر مكسب" لها، فهي ابنة الموسيقار الكبير محمد علي سليمان، الذي لم يكن مجرد أب، بل مدرسة متكاملة في التلحين والتأليف الموسيقي.


وفت الي أن هذا المناخ الأسري جعل أنغام تتلقى دروسها الأولى في الموسيقى بشكل طبيعي، دون افتعال أو تقليد، وهو ما منحها رصيدًا من الخبرة والوعي منذ نعومة أظافرها.


أوضح الشناوي أن أنغام "متعلّمة صح"، أي أنها لم تعتمد فقط على الموهبة، بل على التعليم الأكاديمي الذي صقل مهاراتها، حيث درست الموسيقى بشكل احترافي ، وهو ما انعكس على قدرتها في اختيار المقامات، والتعامل مع الآلات الموسيقية، وفهم الأبعاد الصوتية، ليصبح صوتها علامة مسجلة في تاريخ الغناء العربي.


بحسب رؤية الشناوي، فإن أنغام تميزت بقدرتها على الجمع بين الأصالة والتجديد، فهي فنانة تحترم التراث الغنائي العربي، لكنها في الوقت نفسه لا تخشى التجريب والدخول في أنماط موسيقية جديدة.

 

هذه الميزة جعلتها قادرة على الاستمرار والنجاح في سوق مليء بالمنافسة، بينما تراجع كثير من أبناء جيلها بسبب الاعتماد على موهبة غير مدعومة بالعلم أو بالثقافة الفنية.


أشار الشناوي إلى أن أنغام من الفنانات القلائل اللواتي حافظن على صورة راقية أمام الجمهور، فالتزامها الفني واختيارها الدقيق لأعمالها ساعدها على بناء قاعدة جماهيرية واسعة ، هذه القاعدة لم تأتِ من فراغ، بل من سنوات طويلة من العمل الجاد الذي احترم عقل وذوق المستمع.


واحدة من النقاط التي ركز عليها الشناوي هي قدرة أنغام على تطوير نفسها باستمرار، فهي لا تكتفي بتقديم نوع واحد من الأغاني، بل تواكب العصر وتبحث عن أشكال جديدة تضمن لها البقاء في دائرة الضوء.

 

ومن أبرز أمثلة ذلك دخولها في تجارب مختلفة مع ملحنين شباب، وتعاونها مع شعراء معاصرين، ما منح أعمالها تنوعًا وحيوية.


أكد الشناوي أن صوت أنغام ليس مجرد أداة لإخراج النغمات، بل وسيلة للتعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة ، فهي قادرة على أن تنقل للمستمع حالة وجدانية صادقة، سواء كانت أغنية عاطفية أو وطنية أو حتى درامية ، هذه القدرة جعلتها قريبة من القلب، ومرتبطة بذاكرة أجيال مختلفة.


رغم النجاح الكبير، لم تكن رحلة أنغام خالية من الصعاب، فقد واجهت في مسيرتها الفنية العديد من التحديات، أبرزها المنافسة الشديدة مع أصوات نسائية قوية في فترة التسعينيات وبداية الألفية.
لكن بفضل تعليمها الفني وانضباطها، استطاعت أن تثبت مكانتها، وأن تقدم نفسها كصوت مختلف لا يتأثر بتقلبات السوق.


تطرق الشناوي أيضًا إلى أهمية الإعلام في تسليط الضوء على موهبة أنغام، مشيرًا إلى أن ظهورها في البرامج الكبرى وإطلالاتها المدروسة ساعدت في ترسيخ صورتها كفنانة مثقفة وواعية  الإعلام لم يكن مجرد منصة للترويج، بل كان جزءًا من صناعة اسمها وتثبيت حضورها في وجدان الجمهور.


بحسب الشناوي، يمكن اعتبار أنغام واحدة من "الأعمدة" الأساسية للغناء العربي الحديث، فهي استطاعت أن تحقق معادلة صعبة: الحفاظ على الأصالة مع تقديم شكل موسيقي معاصر يناسب ذوق الأجيال الجديدة.


ويعتقد أن استمرارها حتى اليوم على قمة المشهد الغنائي يعود إلى قدرتها على احترام الفن، والتعلم المستمر، وعدم التوقف عند نقطة معينة.



وجه الناقد طارق الشناوي رسالة مهمة للشباب من خلال حديثه عن أنغام، مؤكدًا أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تدعم بالعلم والتعليم، تمامًا كما فعلت أنغام. فالفنان الذي يتعلم أصول الموسيقى ويعي تقنياتها، يكون أكثر قدرة على الاستمرار والتجديد، وهو ما يضمن له مستقبلًا فنيًا ناجحًا.

 

من خلال حديث طارق الشناوي، يتضح أن سر نجاح أنغام لم يكن فقط في صوتها الجميل، بل في كونها نتاج بيت فني أصيل، وتجربة تعليمية عميقة، وإصرار على التجديد والالتزام. هذه العوامل مجتمعة جعلت منها رمزًا فنيًا لا يمكن تجاوزه في تاريخ الغناء العربي المعاصر.