إسرائيل تعدم الحقيقة على الهواء
محرقة للصحفيين والأطباء بمجمع ناصر فى غزة

ضربت حكومة الاحتلال الصهيونى أمس بكل القوانين والأعراف الإنسانية الدولية عرض الحائط، وارتكبت مجزرة مروعة فى مجمع ناصر الطبى بخان يونس جنوب قطاع غزة الذى يحاصر لليوم 689 بحصيلة مروعة تجازوت مئات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين.
أحرقت قوات النازى الصهيونى بنيامين نتنياهو 5 صحفيين فلسطينيين وأطباء ومسعفين على الهواء مباشرة، فيما ادعت تل أبيب أنها لا تستهدف الصحفيين، زاعمة انها ستفتح تحقيقا فى هذا الشأن.
ويقف العالم مشلولا أمام استهداف الصحفيين وقتل الأطفال، ولم يفرض أى عقوبات على إسرائيل، فتمادى الاحتلال فى جرائمه، مستهدفا المستشفيات والأطباء وفرق الدفاع المدنى.
كان الصحفيون محمد سلامة، معاذ أبو طه، ومريم أبودقة وحسام المصرى وأحمد أبوعزيز، فى لحظاتهم الأخيرة، يؤدون رسالتهم بشجاعة وينقلون للعالم صرخات الضحايا بمجمع ناصر الطبى تحت القصف، لكن الاحتلال اختار أن يسكت صوتهم على الهواء، ويدفن الحقيقة التى حاولوا ايصالها.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع أن الاحتلال استهدف الطابق الرابع بمجمع ناصر الطبى فى خان يونس جنوبا، أعقبه استهداف آخر عند وصول الطواقم الإسعافية لانتشال المصابين والشهداء.
وأوضحت أن من بين الشهداء الدكتور محمد محمود إسماعيل الحبيبى. كما أعلن الدفاع المدنى الفلسطينى استشهاد عبدالله الشاعر أحد كوادره، وإصابة 10 مسعفين آخرين، أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين من تحت أنقاض المبنى المستهدف.
وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 245 صحفيا منذ بداية الإبادة، وأدان بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال للصحفيين بشكل ممنهج. ودعا الاتحاد الدولى للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، والمنظمات الصحفية فى كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين فى القطاع.
وقال الصحفى الفلسطينى أحمد نبيل غانم: لم تكن المجزرة التى استهدفت الزملاء الصحفيين فى باحات مجمع ناصر الطبى حدثا عابرا فى سجل حرب لا تعرف للإنسانية معنى.
ويتابع «غانم» 5 صحفيين ارتقوا فى لحظة واحدة فيما يرقد آخرون جرحى، بينهم حاتم عمر وجمال بدح.
وأوضح «غانم» ان الاستهداف المتكرر للصحفيين ليس عرضيا ولا وليد المصادفة؛ إنه سياسة ممنهجة، فمنذ بدء العدوان ارتقى العشرات من الإعلاميين، وقصفت مقار إعلامية، ودمرت أرشيفات، وامتلأت المقابر بكاميرات مكسورة وعدسات متفحمة. وشدد على ان الاحتلال يريد فراغا خبريا، يريد سماء بلا شهود، يريد موتا بلا صورة، ومجازر بلا أسماء.
ونعت «إندبندنت عربية»، مراسلتها ومصورتها فى غزة مريم أبودقة. وقالت فى بيان لها «مريم أبودقة كانت مثالاً للتفانى والالتزام المهنى منذ انضمامها إلى إندبندنت عربية من فترة التأسيس، تحمل كاميرتها فى قلب الميدان، وتنقل معاناة المدنيين وأصوات الضحايا بصدق وشجاعة نادرة. ومثلت فى مسيرتها القصيرة الكبيرة صورة الصحافة الحرة المتمسكة بنشر الحقيقة، مهما كانت التحديات والمخاطر».
وأكدت منظمة «مراسلون بلا حدود» ان قوات الاحتلال ماضية فى مسعاها للقضاء التدريجى على المعلومات فى غزة، متسائلة: «إلى أى مدى ستذهب؟». ودعت المنظمة إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين، وفتح الوصول إلى القطاع أمام جميع المراسلين.