عملة معدنية كادت تودي بحياة طفلة وأطباء مناظير أبوكبير يتدخلون في الوقت المناسب

في إنجاز طبي جديد يعكس مدى التطور الذي تشهده المنظومة الصحية بمحافظة الشرقية، تمكن الفريق الطبي بوحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى أبوكبير المركزي من إنقاذ حياة طفلة صغيرة تبلغ من العمر 8 سنوات، بعد ابتلاعها عملة معدنية عن طريق الخطأ، كادت أن تودي بحياتها نتيجة انسداد مجرى الطعام وصعوبة التنفس.

الحالة الخطيرة استقبلها قسم الطوارئ بالمستشفى في الساعات الأولى، بعدما تم تحويل الطفلة من خلال مركز الخدمات الطارئة بمديرية الصحة "١٣٧"، حيث أظهرت الفحوص الطبية الأولية وجود جسم معدني عالق بالمرئ، ما تسبب في معاناة شديدة للطفلة وأثار حالة من القلق بين أسرتها.

وبفضل التدخل الطبي السريع، جرى على الفور استدعاء فريق طوارئ متخصص في مناظير الجهاز الهضمي بقيادة الدكتور صهيب محمد إبراهيم استشاري المناظير بالمستشفى، وتحت إشراف مباشر من الدكتور محمد نور الدين المشرف العام على وحدات المناظير بمديرية الشئون الصحية بالشرقية، وبحضور كل من الدكتورة أميرة خلف مديرة المستشفى، والدكتور إيهاب عبدالله رئيس قسم المناظير، والدكتور محمود مشرف رئيس اللجنة العلمية بالمستشفى.

وبأيدٍ خبيرة ومعدات حديثة، نجح الفريق الطبي في استخراج العملة المعدنية بواسطة منظار الجهاز الهضمي العلوي، دون الحاجة إلى تدخل جراحي معقد، لتخرج الطفلة بعد ساعات من المستشفى بصحة جيدة، وسط فرحة عارمة من ذويها.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد البيلي وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أن الاستجابة العاجلة من الفريق الطبي أنقذت حياة الطفلة، مشيدًا بكفاءة الأطباء والكوادر التمريضية والتجهيزات الطبية الحديثة المتوفرة بالقسم، والتي جعلت مثل هذه التدخلات الدقيقة تتم في وقت قياسي.

 وأضاف أن هذا النجاح يأتي تماشياً مع مبادرة رئيس الجمهورية "100 يوم صحة"، وبتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، التي تركز على رفع كفاءة الخدمات الطبية وتطوير الأداء داخل المستشفيات الحكومية بالمحافظة.

وأوضح محمود عبدالفتاح، مدير الإعلام والعلاقات العامة بمديرية الصحة، أن وحدة مناظير الجهاز الهضمي بمستشفى أبوكبير المركزي أصبحت نموذجاً يحتذى به في التميز الطبي على مستوى الشرقية، بعدما شهدت خلال الفترة الماضية دعماً غير مسبوق بالأجهزة الحديثة. 

فقد تم تزويد القسم بوحدة مناظير متقدمة تضم جهاز الكي بالأرجون، ومنظار معدة ومنظار قولون، بالإضافة إلى جهاز أرجون بلازما، وهو ما مكّن القسم من إجراء أكثر من 100 حالة منظار متنوعة شهرياً.

وأشار إلى أن القسم لا يقتصر دوره على التدخلات الطارئة، بل يشمل أيضاً وحدة عناية متخصصة بالكبد والجهاز الهضمي بطاقة 7 أسرة، تحت إشراف أساتذة متميزين من الجامعات المصرية، منهم الدكتور محمد عبدالعزيز أبونار استشاري الجهاز الهضمي والمناظير، والدكتورة نبيلة حسن أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بكلية الطب. 

كما تم تشغيل عيادة متخصصة لمتابعة حالات الكبد ومناظير الجهاز الهضمي بالعيادات الخارجية لخدمة المرضى في أبوكبير والمراكز المجاورة.

ووجّه الدكتور أحمد البيلي الشكر لكافة الأطقم الطبية والإدارية المشاركة في هذا النجاح، وعلى رأسهم الدكتور شريف شاهين مدير عام الطب العلاجي، والدكتور إياد درويش مدير إدارة المستشفيات، إلى جانب المشرفين على وحدة المناظير ومديرة المستشفى، مؤكداً أن ما تحقق يعكس التعاون المثمر بين كافة الفرق الطبية لخدمة المرضى.

نجاح اليوم لم يكن مجرد إنقاذ لطفلة من خطر محدق، بل يعكس حجم التطوير المتواصل الذي تشهده المنظومة الصحية بمحافظة الشرقية، ورسالة طمأنة لأهالي المنطقة بأن خدمات طبية متقدمة أصبحت في متناول أيديهم دون الحاجة إلى السفر لمستشفيات بعيدة.