رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

أوقاف الشرقية تطلق قافلة دعوية شاملة لمواجهة مخاطر «الغُرم»

بوابة الوفد الإلكترونية

 أعلنت مديرية أوقاف الشرقية انطلاق قافلة دعوية شاملة تحت عنوان: «قضية الغُرم وضرورة تجفيف منابع»، وذلك من مسجد نور غانم التابع لإدارة شرق الزقازيق، لمناقشة خطورة الديون غير الضرورية وآثارها السلبية على الأسرة والمجتمع، في إطار جهود الدولة لترسيخ القيم الدينية والاجتماعية الصحيحة، وتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا تمس حياة المواطنين اليومية.

وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية على الدور المحوري الذي تقوم به مديرية أوقاف الشرقية في تنظيم الأنشطة الدعوية والمجالس العلمية والفقهية داخل المساجد المنتشرة بمراكز ومدن المحافظة، مشيدًا بجهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد يقع فيها بعض أفراد المجتمع. 

وأوضح المحافظ أن هذه الأنشطة تأتي في إطار دعم مبادرات الدولة لبناء الإنسان المصري على أسس من الوعي والاعتدال والانتماء، مشيرًا إلى أن الخطاب الديني الرشيد يسهم بدور كبير في حماية المجتمع من الأفكار المتطرفة، وفي ذات الوقت يساهم في معالجة قضايا حياتية تهم المواطن.

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، أن القافلة الدعوية جاءت برعاية كريمة من الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وبالتنسيق مع محافظ الشرقية، بهدف نشر الوعي الديني والمجتمعي، وتقديم التوجيه والإرشاد المباشر للمواطنين. 

وأضاف أن الوزارة تولي أهمية خاصة للقضايا التي ترتبط بواقع الناس ومعيشتهم اليومية، ومن بينها قضية "الغُرم"، أي الوقوع تحت ثقل الديون، وما يترتب عليها من مشكلات اقتصادية واجتماعية وأسرية خطيرة.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن القافلة تأتي ضمن سلسلة من البرامج والأنشطة الدعوية التي تنفذها وزارة الأوقاف لتفعيل دور الواعظات وترسيخ الفكر الوسطي المعتدل، موضحًا أن قضية الغُرم ليست مجرد مسألة اقتصادية، بل لها انعكاسات مباشرة على تماسك الأسرة والمجتمع، حيث يؤدي التوسع في الاستدانة والإفراط في الاقتراض إلى تفاقم الأزمات الأسرية وزيادة نسب الطلاق والتفكك الأسري.

وخلال فعاليات القافلة، تناولت الواعظتان الدكتورة أسماء عمر حسن وهناء محمد العربي، أبعاد هذه القضية من منظور ديني واجتماعي، حيث أوضحتا أن الشريعة الإسلامية حثت على الاعتدال في الإنفاق، ونهت عن تحمل الديون دون حاجة ملحّة، لما لذلك من تبعات خطيرة على الفرد وأسرته، ولما قد يترتب عليه من مشكلات في السلوك والعلاقات الاجتماعية. 

وأكدتا أن من واجب المسلم أن يكون رشيدًا في نفقاته، بعيدًا عن مظاهر الإسراف أو التكلف الذي يقوده في النهاية إلى الغُرم وتبعاته.

كما ركزت المحاضرات على خطورة الاستسهال في اللجوء إلى الاقتراض سواء من البنوك أو من الأفراد، دون وجود ضرورة قصوى، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تمثل تحديًا متناميًا يواجه المجتمع المصري.

 وأوضحتا أن الديون إذا تراكمت على عاتق رب الأسرة قد تؤدي إلى فقدانه الاستقرار النفسي والاجتماعي، مما ينعكس على علاقاته الأسرية وقدرته على تربية أبنائه، الأمر الذي يهدد النسيج الاجتماعي بأكمله.

وقد شهدت القافلة حضورًا جماهيريًا من رواد المسجد وأهالي المنطقة الذين تفاعلوا مع ما طُرح من أفكار وتوصيات، حيث حرصت الواعظات على فتح باب النقاش للإجابة عن تساؤلات الحضور، وتوضيح الموقف الشرعي من بعض الممارسات اليومية المتعلقة بالاستدانة والإنفاق، وكيفية إدارة الموارد المالية للأسرة بشكل رشيد يحافظ على استقرارها ويضمن تماسكها.

واختتم وكيل وزارة الأوقاف تصريحاته بالتأكيد على أن المديرية مستمرة في إطلاق مثل هذه القوافل الدعوية بصفة دورية في مختلف مراكز ومدن المحافظة، لتغطية قضايا متنوعة تمس حياة المواطنين مثل الطلاق، والعنف الأسري، والإسراف، ومخاطر الشائعات، وغيرها من القضايا المجتمعية الحساسة، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف لا تقتصر رسالتها على أداء الشعائر، بل تمتد لتشمل دورًا تنويريًا وتوعويًا يعزز من قيم الوعي والانتماء والاعتدال.

وبذلك، تؤكد محافظة الشرقية ومديرية الأوقاف من خلال هذه القافلة أن مواجهة ظاهرة الغُرم وآثارها السلبية ليست مسؤولية فردية فحسب، وإنما مسؤولية جماعية تتطلب وعي المجتمع بأسره، بدءًا من الفرد والأسرة، وصولًا إلى مؤسسات الدولة، من أجل بناء مجتمع قوي ومتوازن يسير على نهج الاعتدال والتكافل.