رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

رسالة حب

ما فعلته وزارة الداخلية مؤخرًا مع الذين أفسدوا على السوشيال ميديا يستحق أن نتوقف أمامه ولا ينبغى أن يمر مرور الكرام وذلك لعدة أسباب:

السبب الأول أن ما حدث لا يمكن اعتباره أو تصنيفه على أساس أنه حملة أمنية على مجموعة من الذين أجرموا فى حق المجتمع فحسب.. بل إن الأمر يتعدى ذلك بكثير.. فهذا الذى حدث أضاف مهمة أخرى جليلة إلى مهام وزارة الداخلية وهى السهر على حماية القيم والمبادئ والأخلاق.. فالأمر هنا تعدى مسألة السهر على أمن وسلامة المواطنين وهى المهام الأساسية لرجال الأمن فى مختلف العصور.

نحن هنا أمام مهمة جليلة لم تكن من المهام الأساسية لوزارة الداخلية بل كانت مشتركة بين كل الأطراف، وكانت المسئولية فيها ضائعة ومن هنا حدث الانفلات الذى عشناه السنوات الماضية.

أما السبب الثانى فهو يتعلق بالتوقيت.. فالمجتمع ضاق ذرعًا بما حدث ووصل إلى مرحلة صعبة فقد فيها الأمل وتملكه اليأس فقد توغل هؤلاء المفسدون على القيم والمبادئ والأخلاق دوم وازع من دين أو ضمير والنتيجة كانت صادمة.. أعداد هؤلاء كانت تزداد يومًا بعد يوم خاصة فى ظل الأموال المشبوهة التى تسيطر على المشهد وبات الأمر وكأنه توغل مدروس ويسير بتخطيط محكم.. من هنا جاءت الحملة بمثابة إنقاذ للمجتمع.

أما السبب الثالث فيتعلق بحجم الإسفاف والفجور الذى طغى على سلوك هؤلاء على السوشيال ميديا حتى وصل إلى مرحلة لا تحتمل الصمت وأبسط دليل على ذلك هو ظهور أحد هؤلاء الساقطين على أنه سيدة وتبين بعد القبض عليه أنه رجل.

أما السبب الرابع والأخير فيرجع إلى مدى التبجح الذى وصل إليه هؤلاء المجرمون حتى أصبحنا أمام تحد.. إما المواجهة أو السقوط.. وهنا كانت المواجهة بقرار حاسم وحازم بعد أن أدرك صاحب القرار أن المجتمع بات فى خطر حقيقى.

من أجل هذا كانت أهمية المواجهة التى تخوضها وزارة الداخلية نيابة عن المجتمع بأكمله..

لكن تبقى كلمة.. إذا اعتبرنا أن ما حدث يمثل انتصارًا كبيرًا من أجل حماية قيم ومبادئ المجتمع والحفاظ على هويته.. فهذا خطأ لإن الأمر فى اعتقادى يحتاج إلى علاج جذرى حتى لا نعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى وتعود الحرب بأشخاص آخرين ووقتها ستكون المفاجأة وهى أننا لم نفعل شيئًا..

الأمر يتطلب الوصول إلى الجذور.. فالجميع يعرف أن هؤلاء المفسدين لم يأتوا من فراغ وأن وراءهم كيانات مشبوهة بمثابة «حضانات».. هذه الكيانات معروفة وما زالت تعمل حتى الآن وتخرج لسانها للجميع.. ومن هنا تأتى أهمية ضرب هذه الكيانات المشبوهة التى تنفق أموالًا باهظة وتسابق الزمن من أجل الدفع بمجموعات أخرى جديدة تحل محل المقبوض عليهم حاليًا.. إن ضرب هذه الكيانات والبحث عن مصادر تمويلها ومحاكمة المسئولين عنها هو أولوية قصوى فى هذا التوقيت.

النجاح الآن يتطلب الانتقال إلى مرحلة أخرى أصعب وهى مرحلة تجفيف المنابع وضرب رؤوس الأفاعى.