رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

روبلوكس تتعهد ببيئة أكثر أمانًا للأطفال

روبلوكس
روبلوكس

في أعقاب سلسلة من الدعاوى القضائية التي اتهمت منصة الألعاب الإلكترونية الشهيرة روبلوكس بعدم توفير بيئة آمنة لمستخدميها القاصرين، أعلنت الشركة عن حزمة من التحديثات الجوهرية على سياسات الإشراف والسلامة.

 الخطوة الجديدة تعكس محاولة المنصة الاستجابة للانتقادات المتزايدة بشأن تعرض بعض اللاعبين الصغار لمحتوى غير ملائم أو لسلوكيات تثير القلق.

 قيود جديدة على "التجارب غير المصنفة"

أبرز التغييرات التي كشفت عنها روبلوكس في منشور رسمي على موقعها الإلكتروني تتعلق بما يُعرف بـ"التجارب غير المصنفة"، وهي الألعاب التي ينشئها المستخدمون ولم تخضع لتقييم أو تصنيف رسمي. 

ووفقًا للسياسة الجديدة، سيتم قصر هذه التجارب على المطور نفسه أو الأشخاص العاملين معه فقط، بدلاً من السماح لجميع المستخدمين فوق سن 13 عامًا بالوصول إليها كما كان معمولًا سابقًا. ومن المقرر أن يدخل هذا القرار حيّز التنفيذ خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا في طريقة تعامل الشركة مع محتوى المستخدمين.

إلى جانب ذلك، شددت المنصة القيود على التجارب المصممة لمحاكاة لقاءات اجتماعية في مساحات خاصة مثل غرف النوم أو الحمامات، إذ باتت مقتصرة على المستخدمين البالغين 17 عامًا فما فوق، شرط أن يكونوا قد أتموا عملية التحقق من الهوية. كما سيجري تطبيق الشرط ذاته على الألعاب التي تُحاكي أماكن مخصصة للبالغين مثل الحانات أو النوادي الليلية. وتقول الشركة إن هذا الإجراء يهدف إلى تقليل احتمالات استغلال هذه المساحات لإنتاج أو مشاركة محتوى غير مناسب للقاصرين.

ضمن جهودها لتطبيق القواعد بشكل أكثر فاعلية، كشفت روبلوكس عن إطلاق أداة تقنية جديدة قادرة على رصد ما تصفه بـ"المشاهد المخالفة"، أي الأنشطة التي تتعارض مع سياسات المنصة. ووفقًا للنظام الجديد، سيتم إغلاق أي خادم تُسجّل فيه مخالفات متكررة بشكل تلقائي، ولن يُعاد فتحه إلا بعد تعاون المطور مع فريق الإشراف في روبلوكس لإجراء التعديلات اللازمة. وتعتبر الشركة أن هذه الخطوة ستساهم في تقليص السلوكيات المسيئة بشكل ملموس داخل المنصة.

إصلاحات روبلوكس تأتي بعد تصاعد الضغوط القانونية ضدها. ففي الأشهر الماضية، رفعت عدة دعاوى في ولايات أمريكية مختلفة، من بينها دعوى من المدعي العام في لويزيانا، اتهمت الشركة بالتقصير في حماية الأطفال من مخاطر الاستغلال أو التعرض لمحتوى غير مناسب. القضايا أثارت جدلًا واسعًا حول مسؤولية منصات الألعاب التفاعلية في ضمان بيئة آمنة، خاصة مع الشعبية الكبيرة التي تحظى بها بين الفئات العمرية الصغيرة.

 رد روبلوكس على الاتهامات

من جانبها، نفت روبلوكس أن تكون قد تجاهلت عمدًا قضايا السلامة، وأكدت في بيان رسمي أنها تبذل جهودًا مستمرة لمكافحة محاولات الاستغلال. وجاء في البيان: "أي ادعاء بأن روبلوكس تُعرّض مستخدمينا عمدًا لخطر الاستغلال هو ادعاء غير صحيح". وأضافت الشركة أن التحدي يكمن في أن بعض الأطراف السيئة تحاول باستمرار التحايل على أنظمة الإشراف أو نقل المستخدمين إلى منصات أخرى حيث قد تكون معايير السلامة أقل صرامة.

هذه الإجراءات الجديدة تعكس إدراك روبلوكس المتزايد لمسؤوليتها تجاه مستخدميها، خصوصًا القاصرين الذين يشكلون شريحة كبيرة من جمهورها. كما تبرز التحديات التي تواجهها المنصات التفاعلية بين تشجيع الإبداع الذي يقوم على محتوى المستخدمين، وضمان بيئة آمنة خالية من الاستغلال أو السلوكيات الضارة. وبالنظر إلى حجم المستخدمين الهائل للمنصة حول العالم، فإن نجاح أو فشل هذه السياسات قد يشكل سابقة تؤثر على كيفية تعامل باقي المنصات مع قضايا السلامة الرقمية.

رغم هذه الخطوات، يبقى السؤال قائمًا حول مدى كفاية التغييرات في تهدئة الانتقادات القانونية والاجتماعية. فبينما تسعى روبلوكس إلى إظهار التزامها بالسلامة، تراقب الجهات التنظيمية والمدافعون عن حقوق الطفل عن كثب مدى فعالية هذه الإجراءات في حماية القاصرين من المخاطر الرقمية. ومع استمرار الدعاوى القضائية، يبدو أن الشركة ستظل تحت المجهر لفترة طويلة، وسط نقاش أوسع حول التوازن بين حرية الإبداع الرقمي ومسؤوليات الحماية والأمان.