دراسة تكشف كيف تنشأ علاقات الصداقة بين الحيتان والدلافين في المحيطات

توصل فريق بحثي أسترالي إلى أن الحيتان والدلافين تتفاعل مع بعضها البعض بشكل مرح ومنتظم في مختلف المحيطات. 

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، اعتمدت الدراسة التي نشرت في مجلة Discover Animals على تحليل مئات المقاطع المصورة والصور التي التقطها باحثون ومشغلو سياحة وأفراد من الجمهور، بهدف فهم طبيعة هذه التفاعلات بين الأنواع البحرية الكبيرة.

نطاق واسع من الملاحظات خلال الدراسة 

شمل التحليل 19 نوعًا من الحيتان والدلافين، و199 تفاعلًا منفصلًا جرى رصدها في 17 موقعًا حول العالم. 

وتبين أن ربع هذه التفاعلات كانت ذات طابع مرح متبادل، فيما أظهرت الحيتان الحدباء استجابة إيجابية للدلافين في نحو ثلث الحالات، حيث لوحظت وهي تتدحرج وتعرض بطونها وتقوم بسلوكيات اجتماعية ودية.

تفاصيل الأنواع المشاركة

من بين 425 حوتًا بالينيًا تم رصدها، شكّلت الحيتان الحدباء 68%، والحيتان الرمادية 16%، والحيتان الزعنفية 7%. 

أما الدلافين فبلغ عددها 1570، وكان أكثر من نصفها من دلافين الأنف الزجاجي، تليها الدلافين الشائعة ودلافين المحيط الهادئ ذات الجوانب العريضة.

طبيعة التفاعلات

سجل الباحثون مواقف متنوعة تراوحت بين اللعب التعاوني والمضايقات الخفيفة. في بعض المشاهد، سبحت الدلافين بالقرب من رؤوس الحيتان فيما يشبه ركوب القوس، وهو سلوك يشير غالبًا إلى اللعب من طرف واحد. 

وفي لقطات أخرى، تبعت دلافين الأنف الزجاجي الحيتان الحدباء حتى قاع المحيط، حيث انخرطت في تلامس جسدي بدا وكأنه نشاط اجتماعي.

اختلاف في الاستجابات

لاحظ الباحثون أن الحيتان غالبًا لم تُظهر سلوكًا تجنبيًا، بل تحركت ببطء وبشكل استراتيجي نحو الدلافين. ومع ذلك، تضمنت بعض التفاعلات محاولات إزعاج من قبل الدلافين، خاصة أثناء أحداث التغذية، حيث بدا اللعب من جانب واحد فقط.

أهمية النتائج

يرى القائمون على الدراسة أن هذه النتائج تقدم منظورًا جديدًا لفهم الهياكل الاجتماعية المعقدة للنظم البيئية البحرية، وتشكل قاعدة لدراسات مستقبلية حول التفاعلات بين الأنواع المختلفة في المحيطات.