وزير الأوقاف يشهد توقيع بروتوكول تعاون أكاديمي بين جامعتي أسوان و"نور مبارك"

شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم الثلاثاء توقيع بروتوكول تعاون علمي أكاديمي بين جامعة أسوان، ممثلة في كلية دار العلوم، والجامعة المصرية للثقافة الإسلامية "نور مبارك" بمدينة ألماتي بجمهورية كازاخستان، وذلك بمقر وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وقّع البروتوكول عن جامعة أسوان الدكتور لؤي سعد الدين منصور، رئيس الجامعة، وعن جامعة "نور مبارك" الدكتور أحمد حسين محمد، رئيس الجامعة؛ مع تسمية الدكتور محمد أبو الشيخ -عميد كلية دار العلوم بجامعة أسوان- منسقًا للبرتوكول؛ على أن يكون نظيره في جامعة مصر للثقافة الإسلامية بكازاخستان هو الأستاذ الدكتور محمد الورداني، عميد كلية الدراسات الإسلامية بالجامعة.

ويهدف البروتوكول إلى تعزيز أواصر التعاون الثقافي والتعليمي بين جمهورية مصر العربية وجمهورية كازاخستان، من خلال تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتنظيم الأنشطة الأكاديمية والبحثية المشتركة، وتقديم برامج دراسات عليا مزدوجة، فضلاً عن إقامة محاضرات وورش عمل وندوات علمية، سواء بالحضور أو عبر الوسائط الإلكترونية.

كما يتضمن الاتفاق آليات واضحة لتنفيذ أنشطة التبادل الأكاديمي، وتنظيم المدارس الصيفية، والإشراف الدولي على رسائل الماجستير والدكتوراة، وتوفير الدعم الأكاديمي واللوجستي اللازم لإنجاح البرامج المشتركة.
يأتي توقيع هذه المذكرة في إطار دعم وزارة الأوقاف لتعزيز التعاون الدولي بين المؤسسات العلمية والدينية في العالم الإسلامي، ومدّ جسور التواصل المعرفي والثقافي، وتأكيد الدور المصري الرائد في نشر الفكر المستنير والتكامل الأكاديمي مع دول آسيا الوسطى وغيرها.
وزير الأوقاف يلقي محاضرة حول دور مصر في خدمة القرآن الكريم
وعلى صعيد اخر، ألقى الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، محاضرة توعوية موسعة من مسجد مصر الكبير ودار القرآن الكريم، للسادة المحفظين والمحفظات، بعنوان: "دور مصر في خدمة القرآن الكريم"، وذلك في إطار برنامج الوزارة لتأهيل المحفظين ورفع كفاءتهم العلمية والتربوية.
واستهل الوزير محاضرته بكلمة مؤثرة قال فيها: "امتزجت مصر بالقرآن وامتزج القرآن بمصر، حتى ذابت الحدود الفاصلة والتقيا لأمر أراده الله، فظلت مصر بلد القرآن وأهله إلى يوم الناس هذا."، مشيرًا إلى أن المدرسة المصرية في القرآن الكريم والإنشاد والابتهال والأذان ونشر العلم، مدرسة راسخة وريادية، كان لرجال الأزهر فيها الدور الأبرز عبر العصور.
وأكد وزير الأوقاف أن دور مصر لم يقتصر على جيل قراء الإذاعة العظام، بل سبقهم أجيال وأجيال حملوا لواء القرآن وبلّغوا رسالته، ولا ينبغي لمصر أن تنسحب من هذا الدور بحال من الأحوال.
كما أعلن الوزير خلال المحاضرة عن دراسة الوزارة إنشاء "معهد الصوت الحسن" لإعداد المؤذنين، يعكف فيه الدارسون على دراسة المقامات الصوتية وفنون الأداء لمدة عام، ليكون الأذان دعوة إلى الله فيحرك القلوب، ويجمع بين جمال الصوت وصدق الرسالة.
وشدّد على أن الأذان ليس مجرد صوت يصدح، بل علم وفن ودعوة قائمة بذاتها، تحتاج إلى إعداد وصقل ومهارة، كي يخرج جيل جديد من المؤذنين يجمع بين الأداء المتميز والانضباط الشرعي.
ودعا وزير الأوقاف السادة المحفظين إلى أن يكون لهم دور فاعل في نقل الصورة المشرقة لدور مصر في خدمة القرآن إلى العالم، فعليهم أن يغرسوا هذه الصورة في وجدان النشء، ليشبوا على حب القرآن والانتماء لبلد حمل لواءه وصدّره للعالم.
وفي سياق متصل، أوضح الوزير أن دور المحفظ العصري لم يعد مقتصرًا على التحفيظ فقط، بل يشمل التربية الشاملة، من تعليم القراءة والكتابة والحساب، إلى غرس القيم الدينية والوطنية، مثل: حب الوطن، والرحمة بالناس، واحترام الكبير، والتعاون في الخير، وبناء منظومة أخلاقية متكاملة.
وقد خُصص جزء من اللقاء لنقاش تفاعلي مفتوح، استمع فيه الوزير إلى مداخلات المحفظين والمحفظات، ورد على استفساراتهم ومقترحاتهم، مؤكدًا أن الوزارة ماضية في تمكينهم من أداء رسالتهم التربوية والدينية، في إطار منظومة تطوير شاملة.