عصف ذهنى
جاء الإقبال على التصويت فى انتخابات مجلس الشيوخ إيجابياً، فهذه المشاركة من جانبهم تمثل حقاً وواجباً، فهى تعبر عن حقهم الدستورى فى ممارسة دورهم فى اختيار من يريدون، من 424 مرشحاً لمجلس الشيوخ (قائمة وفردى) بينهم 204 مرشحين ينتمون إلى 33 حزباً، و183 مرشحاً ينتمون إلى المستقلين، على أن يكون اختيارهم نابعاً من داخلهم ومعبراً عن قناعتهم باختيار نائب يمثلهم فى الشيوخ، ليس من قبيل الوجاهة أو التشريف، وإنما لقدرته على خدمة أبناء الدائرة التى يمثلها لتلبية مطالبها. وليس صحيحاً كما يقال إن مجلس الشيوخ مجرد ديكور ديمقراطى أو عبء سياسى، لكونه لا يملك أدوات الرقابة البرلمانية مثل مجلس النواب، لذلك ينبغى إعادة النظر فى دوره التشريعى، حتى يتحقق الهدف من وجوده، علماً أن لديه صلاحيات رقابية أخرى، مثل تعديل مواد الدستور أو التصويت على القوانين المكملة له، ودونها تصبح غير دستورية، كما أنه يملك حق المناقشة والاقتراحات برغبة، لتعديل أو إضافة بعض مواد القوانين قبل إقرارها فى مجلس النواب.
لذلك كان التفكير فى عودته ضرورة، وفقاً لنص دستور 2014 المعدل فى 2019 كغرفة تشريعية ثانية، حتى يكتمل البرلمان المصرى بغرفتيه إلى جانب مجلس النواب، من أجل رقابة صارمة على أداء الحكومة.
وإذا كان ذلك هو حق الناخب فى اختيار من يمثله بحياد وحرية، فإنه من الضرورى عليه المشاركة. والمساندة للدولة، فى هذا التوقيت الحرج وسط العديد من التحديات الجسيمة، التى تحيط بمصر من كل اتجاه، وعلى رأسها حملة التشويه المتعمدة، لتغييب دور مصر العربى والقومى خاصة، فى موقفها من القضية الفلسطينية التى ساندتها لسبعة عقود ماضية، وقدمت 70% من المساعدات الإغاثية التى دخلت غزة رغم ظروفنا الاقتصادية منذ حرب أكتوبر 2023، وقبل ذلك وما زالت رافضة للتهجير القسرى أو تصفية القضية الفلسطينية. هذه هى مصر الكبيرة، وهذا قدرها وذلك دورها، الذى يريدون تشويهه بحفنة من الحاقدين والخونة وعملاء الصهيونية والإخوان.
وكان الإقبال على التصويت أكثر زخماً فى انتخابات الشيوخ، أمام 86 مؤسسة إعلامية عربية وعالمية، جاءت إلى هنا لتنقل وترصد مسار عملية التصويت، ونتمنى أن تكون رسالتها للخارج أن المصريين خرجوا بكثافة ليقولوا نعم لمصر ممثلة فى مجلس شيوخها.
وتحيا مصر عزيزة قوية بشعبها وجيشها وقيادتها المخلصة.