طارق الشناوي: لطفي لبيب فنان نادر ووداعه لحظة وطنية مؤثرة

أعرب الناقد الفني طارق الشناوي عن حزنه العميق لرحيل الفنان لطفي لبيب، مشيرًا إلى أن الوسط الفني فقد برحيله قيمة لا تعوّض، سواء على الصعيد الفني أو الإنساني والوطني، حيث كان نموذجًا للفنان المثقف والمخلص في كل مراحل حياته.

وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، قال الشناوي إن لطفي لبيب لم يكن فنانًا عاديًا، بل شخصية استثنائية جمعت بين الموهبة والوعي الوطني، لافتًا إلى أن حضوره ظل مؤثرًا في وجدان الجمهور رغم عدم تصدره البطولات المطلقة في الأعمال الدرامية والسينمائية.
وأكد الشناوي أن لبيب لم يقتصر على كونه ممثلًا موهوبًا، بل كان وطنيًا من الدرجة الأولى، شارك في الدفاع عن الوطن بعد نكسة 1967، حيث التحق بالقوات المسلحة، ووثّق تلك التجربة في مذكراته التي تُعد مرجعًا مهمًا في توثيق مشاركة الفنانين في المعارك الوطنية.
وأشار إلى أن الفنان الراحل لم يكن يسعى للبطولة المطلقة، بل كان عنصرًا حيويًا في نجاح أي عمل يشارك فيه، وكان يُشبّه نفسه بـ"ثاني أكسيد المنجنيز"، وهي مادة لا تشتعل بذاتها لكنها تساعد في التفاعل، وهو ما يعكس تأثيره الكبير في الأعمال الفنية.
كما نوّه بالدور الصعب الذي جسّده لطفي لبيب في فيلم "السفارة في العمارة"، حيث قدّم شخصية السفير الإسرائيلي، معتبرًا أن التحدي لم يكن فنيًا فقط، بل كان وطنيًا ونفسيًا، خاصة أن لبيب سبق أن حمل السلاح ضد إسرائيل، ومع ذلك جسد الدور بوعي وحرفية عالية.
وأضاف أن لطفي لبيب برع في أداء الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وابتعد عن الابتذال والسطحية، حيث كان الضحك في أعماله نابعًا من صدق الأداء وعمق المعنى، مما جعله محبوبًا لدى مختلف الأجيال.
وختم الشناوي بدعوة لتحويل جنازة الفنان إلى لحظة وحدة وطنية حقيقية، مؤكدًا أن لبيب يستحق التكريم اللائق بمشواره الفني والإنساني، قائلًا: "لطفي لبيب يستحق الجنة، ويستحق وداعًا يليق به، فقد كان فنانًا صادقًا سيظل حيًا في ذاكرة المصريين".